للكتب أرواح مثل أصحابها؛ روح العطش لصاحبها؛ رغبة جامحة في ملاقاته؛ شوق مازوشي؛ حب جشع ورغبة متدفقة في حاجة للاشباع؛ الأرواح المتعطشة تسعى دوما نحو إشباع عطشها ... هكذا هي علاقتي بالكتب كعلاقتي بشخص أحببته بجشع؛ دوما أنا متعطش للقاءه؛ فهل يسمى هذا العطش حبا؟ 
العطش للكتاب أكثر من عطش المحب لحبيبه لا ينطفئ الميل الغريزي إلا بلقاء يذوب فيه العطش وترتوي النفس
حد الثمالة من المعنى ليصير الشيء المحبب مملوكا؛ 
العطش للكتاب يولد في النفس متعة تظل مستمرة وتتولد في كل لقاء حين يشتد العطش وتميل الأرواح نحو اللقاء؛ وفي كل لقاء تجدد الأرواح ويستمر الهوس ببعضها البعض فيتولد حب جديد يصير ايروسيا.. 
للكتاب عطر يفوح أريجه بين الأوراق؛ ينسل بين المسام يجري في كل العروق كحقنة من ترياق قبلة الحياة؛ وأنت تقلب الصفحة تلو الأخرى ترتوي الروح من العطش؛ تموج بين الكلمات؛ تبحث عن المعنى، عن ذاتها الحقيقة وجوهرها الوجودي؛ 
أن تعشق كتاب معناه أن تبحث عن الوجه الآخر لذاتك بين صفحاته؛ تجد جوابا، تلتقي بأشخاص يعيشون داخل النص حياتهم بطريقتهم الخاصة؛ يتحركون داخل النص ويتحدثون تارة معك وأخرى بينهم؛ حياة ما كنت تكتشفها لو لم تصاحب الكتاب؛ حياة تروي رغبتك في العطش؛ تلك الرغبة تتقد كلما تدفق ميلنا للقراءة، طعم الإشباع هو أن تجلس على عرش الكلمات وتقلب صفحات الكتاب دون الحاجة لإراقة دم الكلمات وسبي المعنى.. 
للكتاب روح شغوفة ترتبط بالقارئ؛ تمنحه الطاقة؛ ترمي به في عوالم المعنى لتتجدد رغبته في الحياة حين يروي عطشه؛ الكتاب هو الجسر الذي ينقلك لتعيش حياة جديدة...





Share To: