إن مسئولية رعايه الصغار أمر صعب يحتاج لجهد كبير و صبر و قدرة تحمل و أمور عده قد يكتسبها المرء من المحيطين به في المجتمع و يتعلمها مِمَن سبقوه في مثل تلك التجارب و قد يولد بها بالفطره كفطره الحنان و العطف الموجود بداخل كل أنثى و التي تدخرها حتي تصبح أماً بينما البعض الآخر قد يحاول تعلم كيفيه التربيه و الطرق التي عليهم اتباعها من كتب التنشئه أو خلافها ، فطرق التربيه مهما اختلفت فلابد أن تؤدي لنفس النتيجه و هي اتسام الأبناء بتلك السمات القويمه و الخلق الرفيع النبيل الذي يُعَد كوسام علي صدورهم طوال حياتهم فهو المميز الأول و الأساسي لهم علي مدار العصور المختلفه ، فتلك المسئولية ليست بسيطه علي الإطلاق فهي ليست أمراً خاصاً بشئون الكبار و لكنه يتعلق بمدي قدرتهم علي ممارسه دورهم بشكل سليم فهذا النشء سيتعلم منهم طرق التربيه التي سيستخدمونها فيما بعد لتربيه أبنائهم ، فهؤلاء الأطفال لا يتمكنوا من الاعتماد علي أنفسهم سوي بعد تجاوز مرحله الطفوله و بعد أن يشتد عودهم و تصلب ظهورهم فلهذا كان حتاماً علي كل أبوين بذل كل الجهد الكامن بداخلهم و تكريس كل طاقتهم و مجهودهم لخدمه هؤلاء الصغار حتي يتمكنوا من ممارسه حياتهم اعتماداً علي أنفسهم و من تلك العادات و الخبرات و القيم التي اكتسبوها من آبائهم ، فتلك المسئولية مشتركه بين الأبوين فيجب أن يساهم كل منهما بها حتي يتحقق الغرض المطلوب و النتيجه المنتظره التي ستظهر بشكل كبير علي الأبناء ، فلا يتحتم أن نلقي المسئولية كامله علي عاتق أحدهما بينما لا يساهم الآخر و لو بجزء بسيط فيها فهذا سيُعَد عبئاً علي ذلك الفرد فقد يقصر في دوره فضلاً عن كبر حجمه و بالطبع سيحدث خلل في التربيه لأن الدورين لهما نفس الشأن و الأهميه و التأثير فلا يجب التغافل عن تلك النقطه الهامه مطلقاً حتي لا تغرق السفينه التي نبحر بها قبل أن نصل بهم لبر الأمان الذي يسعي كل أبوين لأن يجد أبنائهم عليه خائفين عليهم من الغرق وسط أمواج الحياة العاتيه التي قد تتلاطم و تتضارب مع بعضها البعض و تدمرهم و تقضي عليها تماماً ، لذا عليهم التكاتف و التعاون و أن يكونوا علي قدر تلك المسئولية التي اتخذوا القرار أن يتحملوها سوياً دون أي تقصير أو تواكل علي الطرف الآخر لأن هذا يُعَد خلفاً للوعد و إنكاراً للدور و الوجود الحتمي لهذا الطرف ، فليدرك كل منا دوره في تلك المسئولية غير راغب في التفريط به حتي نهايه العمر كي ينضج هؤلاء النشء و يبدأوا حياتهم من جديد علي أرض صلبه و يقرروا حذو نفس الخطي في طرق التربيه التي أنشئوا عليها واثقين من النتيجه التي سيجدونها في مستقبل أبنائهم فهذا هو ما يود كل أبوين الوصول إليه في نهايه تلك الرحلة الطويله الشاقه المرهقه في محاولتهم لإخراج جيل واعي يمتلك تربيه صحيحه سويه سليمه ، فلنتحلي بالوعي عند تقديم أي نصائح أو توجيهات لهؤلاء الصغار فهي الأساس الذي تُبْنَي عليه تكوين شخصياتهم التي ستسلك في الحياة و تخوض في صراعاتها دون أن تستسلم للهزيمه أو الفشل أو أي شعور سلبي بديهي قد يتعرض له المرء علي مدار حياته ، علينا أيضاً أن نعلمهم الصمود و المثابره و التحلي بالصبر الذي يساعدهم علي الاستمرار و مواصله حياتهم دون أي جزع أو ضيق حتي و إن أصيبوا به فهم قادرون علي التخلص منه علي الفور فلقد تعلموا ذلك من آبائهم بكل فخر و عزه نفس و شرف ، فهذه المسئولية لم تكن هينه يوماً ما و لكنها تتطلب أشخاصاً لديهم القدرة علي التحمل و التشكل وفقاً لمتطلبات الحياة آملين لجعل أبنائهم أفضل منهم سلوكاً و خلقاً ...






Share To: