كشباب وكعادتنا في وجبة العشاء نتناوله في مطعم شعبي وذلك للخروج من روتين البيت وكنوع من التغيير وربما نحتسي بعده ما تحبه انفسنا من شاي او قهوه كل ذلك ونحن علي الطريق في تجمعات تملأها المحبه.
شدني بكل صراحه صاحب مطعم شعبي في شخصيته وترحابه ويا جمال بشاشته التي تراها في تقاسيم وجهه ورغم كبر سنه الا انه شبابي نعم هو من اولئك النفر القليلون الذين لا زالو موجودين ويمنحوننا الدفئ.
ظللت طوال وقت العشاء انظر اليه وهو يعمل بكل جد واجتهاد ويبتسم دون ملل دون عناء هل لديه اطفال وأم واب وربما اخوه قاسية الحياه نعم جاثيه غير حنونه تساؤلات في مخيلتي وانا اتأمل هذا الرجل.
افريقيا ارض السمر سحناتها تحسها متجانسه في كل تفاصيله وذآك الترجمان الذي علي محياه يجعلك تتأكد بأنه سوداني الهويه من الارض الطيبه نعم تلك البلاد التي لا ينام الجار فيها حتي يتفقد جاره.
بتوجيه لطيف منه يأتيك العامل بكل سرور وترحاب ويسألك ماذا تريد أريد ان اصبح انسان كذآك الرجل امنح الكل المحبه وارسل دعوات الفرح كل يوم لأولئك الذين مات الجمال بداخلهم واصبحوا صامتين.
مضى الزمن سريعا وانا اراقب كل سكناته وحركاته فلم ارى منه غير ذاك الذي يسر النفس ويدخل البهجه إليها وحتي مذاق طعامه تحسه مختلفا كأنه صنع في مصنع خاص يعمل خصيصا في اختبار الاذواق.
تسامرنا في عجل حتي لا نزعج من يريدون الاكل ولأن المكان مزدحم يجلس كثيرون علي الارض ليتناولون الطعام لماذا هذا المكان تحديدا هل لأن هذا الرجل عباره عن ياسمين لا هو اقحوان واظنه عبق انيق.
اضطررنا لمغادرة المكان سريعا وقبل ان ارحل اقتربت منه وسألته فلم يرد علي فأعدت سؤالي كذا مره ونفس الشئ مشغول هو نعم ولديه الكثير من طلبات الزبائن في انتظارها الكثيرون جوعى وآخرون مسافرون.
ظللت انتظر رده وانا شغف لسماع صوته وحديثه معي ويتكرر المشهد مجددا فقط يحرك يديه ورأسه مع الكل حديث الاعين واليدين والابتسامات نعم لقد ادركت الان انه من اولئك الصامتون مدي العمر.
مشاعر تتحدث
وانسانيه متدفقه
رجل بمشهد ثاني
خاطبني بقلب مكسور ادركت وقتها انه ملاذ الكثيرين
لا وقت لديه للراحه
ولا تعرف اعينه النوم
يكفل العديد من الاسر
ولديه غُصه داخله
لا وقت الان حين نلتقي
وتركته وانا لم اعرفه جيدا
ولكنني ادركت انه من الذين انقرضوا
توادعنا اشارةً
واختفت الاضواء
نعم نجوم وقمر منتصف اليوم
وشمس بلا مغيب
اوطان وتساؤلات
شهداء ولا قصاص
كل ذلك ونحن نتعايش
نتراشق بألفاظ الساسه
ومات الوطن
والمشهد يحكي
تلك الحارة دافئه
ومسكن شعبي يبكي
وناصيه حالمه
ونحن نتقاتل
والانسانيه في خطر
Post A Comment: