لو تعلمين الشعر , حين يجافي
وأموت بين دفاترٍ , وقوافِ
وأصير نهراً قد تشقّق من ظما
هجرتْه أشجارٌ لغير ضفافِ
ولربما أصبحت يوماً كوكباً
يمضي بكل فصوله لجفافِ
أو مثل غابٍ دون شدْوِ طيوره
لا شيء إلّا زفرة الصفصافِ
كل الحروف تموت بين أصابعي
والحزن أحمله على أكتافي
وكأنني سيزيفُ أبدأ رحلتي
نحو الصعود , يهدّني استنزافي
لو تدركين مرارتي حين الكلا..
مُ يجفّ في حلقي بغير قطافِ
فالشِّعر يكتبني لأغدو خالقاً
والشِّعر يقتلني كما السّيّافِ
والشِّعر يبعثني رسولاً للهوى
والشِّعر يبتر في الهوى أطرافي
هو من يحوّلني ربيعاً مزهراً
أو كالخريف يعيدني لكفافِ
لا تحسديني لو قرأتِ قصائدي
أنا غير ما جادت به أوصافي
أنا آخرٌ , مثل الغريب , فربما
كنتُ القتيل , وأحرفي بزفافِ
ولربما رقص القصيد , وخافقي
يبكي , فقد كسروا به مجدافي
لا تقرئي فرحي إذا أعلنْته
خلف الحروف بكت عليَّ منافِ
أو تحسبي أني أعيش بجنّةٍ
فأنا أعيش العمر في الأطرافِ
وبأنني زير النساء , فمهجتي
صحراءُ قاحلةٌ , وبعض فيافِ
أبني القصور لمن عشقتُ بلحظةٍ
وأنام في وجعي , بغير لِحافِ
ألآن أخرج عارياً من أحرفي
من كلّ زيفٍ , طالباً إنصافي
أنذا بلا مكياجَ أظهر للورى
والروح باردةٌ , كطفلٍ حافِ
فلْتقرؤوا الإنسان فيَّ إذا شكا
ولْتدركوا ألماً بغير مرافي
حبري نزيف مشاعري , لكنما
ألبستُه من خافقي , وشغافي
ضمّختُه بالعطر , كي أروي به
كلَّ القلوب , كنبع حبٍّ صافِ
أنا شاعرٌ , والشِّعر كعبة عالمي
ولذا أظلّ على المدى بطوافِ
Post A Comment: