ما هو الجديد؟
سؤال يلح علينا باستمرار، ونسأله دائما ،اعلم أن الجديد يكون في تغيير الأنماط الفكرية ،واحتضان سلوك آخر: في كلامك، في الأماكن التي تزوررها ،في الطريق الذي تسلكه يوميا، في القهوة التي تتناولها، غير فنجانها، ،وغير مكان شربها ،اهتف لأصدقاء لم تلتق بهم منذ مدة ، ولم تسمعهم ،البس أحسن ماعندك وأخرج ولو قليلا، تصفح الصور القديمة التي تملكها،
أكتب من حين لآخر ما يشغلك من أفكار، اكتب جملا جميلة راودت فكرك سجلها قبل النسيان، أكتب خلاصة لبعض أحلامك التي تراها في النوم، استعمل قليلا من العطر ،اهتم بالنباتات التي في الشرفة أو أمام الباب ،اسقها ،قلب ترابها، أكتب مذكرات يومك .
ملاحظة: ننادي كلنا بالجديد ونريده، ونسأل عنه، ونتمنى أن نغير في أسلوب حياتنا ،ولا تستغرب إذا قلت لك ،أن المانع والرافض هو انت! نعم انت! تريد التغيير هروبا من الروتين، وتخاف من التغيير ،لم تتعود عليه ،ويتطلب جهدا للتبني والرضا، فكل جديد ولو كان حسنا ،يجد مقاومة ورفضا، لأننا نحب قديم العادة لاطمئناننا له وثقتنا فيه، والجديد في الأول يجلب خوفنا وتوقعاتنا السلبية، وهذا ما يحدث بالضبط في عملية التعلم ،ومثالنا على ذلك هو آبائنا القديم دائما نفضله ،لانه مرتبط بذكريات معينة ،وأحيانا يصبح اللباس قديما وقصيرا علينا ،ونرفص رميه ،انظروا، افتحوا الخزائن ،تجدون نصفها من ملابس لا ترتدونها حاليا لكن يعز علينا التفريط فيها ورميها ،فرميها يعني رمي جزءا من فكرنا ،من أيامنا، من ذاكرتنا.
Post A Comment: