العديد من البشر لديهم مفهوم خاطئ عن العبادة فهم يعتقدون أنها مقتصره فقط علي أوقات الحاجه و بعدها يعود حالهم كما كان عليه من قبل و لا نعرف لماذا يفكرون بتلك الطريقه و لِمَ لا يحاولوا الثبات علي ذلك الحال من الاقتراب الدائم من الله بغض النظر عن الظروف الحياتيه المختلفه التي يمروا بها ؟! ، فالله يحب أن يتضرع إليه عبده وقت الحاجه بكل يقين و لكن من الأفضل أن يظل علي نفس ذلك الحال وقت الرخاء أيضاً ، فعلاقه المرء بربه ليس من المفترض أن تكون مقترنه بحاجات معينه و فور الحصول عليها يبدأ في الابتعاد مره أخري و ينسي فضل الله عليه ، فعليه أن يتذكر أن الله معه وقت العسر و اليسر و هو من يجلب إليه كليهما فعليه أن يحافظ علي علاقته بربه في كل الأحيان ، فالله قادر علي المنح و السلب فعلي المرء إدراك ذلك حتي لا ينسي حق الله عليه وقت الرخاء و الخير ، فالعلاقه التي يوطدها العبد بربه لا تقارن علي الإطلاق بعلاقته بالبشر و هذا ما يغفل عنه الكثير منا فهي غير مرتبطه بانقضاء بعض الأمور و حسب و بعد ذلك يضل الطريق و يعود للمعاصي و الأخطاء المتكرره مرات متتاليه إلي أن يأتيه العسر فيقرر العوده لطريق الله مره أخري ، فهذا ليس بالأمر الصالح العادل علي الإطلاق ، فعلاقه العبد بربه يتحتم أن تكون قائمه علي الصدق و الإخلاص و الإيمان القوي النابع من القلب و التوسل الدائم لله في كل الأحوال و الأحيان حتي و إن تخللها بعض فترات من التقصير فلولا شعوره بالذنب ما استطاع تخطيها ، فلله ما يعطي و ما يأخذ فهو من يجلب لنا كل الخير الدفين داخل بواطن الأمور فلا نكاد نراه أو نستشعره سوي بعد مرور فتره ليست بقصيره في بعض الأوقات ظناً منا أن تلك الأمور تحمل الشر في طياتها لعدم علمنا بما تخفيه من بشري للخير الذي ندرك معناه فيما بعد ، فلنتيقن و نتيقظ لأفعالنا فلسوف نُجازَي علي كليها الخيِّر منها و الخبيث ، فلنجعل الضمير هو المُسيِّر الأساسي لتلك الحياة التي نعيشها فهي في نهايه الأمر فانيه و ليس من الضروري أن يدرك المرء فيها كل ما يرغبه و يتمناه فأهم ما بها أن يظل محتفظاً بالرضا و القناعه بما يجلبه له القدر و يصيبه به النصيب و ليحمد الله دوماً في السراء و الضراء و ليعلم بأنه لن ينال سوي ما كُتِب له و ذلك بناءً علي أعماله و سلوكه أيضاً فهي المحدد الرئيسي لمصيره في نهايه الأمر ...
Post A Comment: