جميلة الليالي حينما تجتمع فيها كل أفراد العائلة وكل الأصدقاء والأحباء،في مثل تلك الأجواء يفقد الإنسان كل الشعور بأي شيء قد يزعج ذلك العطر الفواح بين الضحكات والأحاديث الطريفة منها والجدية،كان في هذه العائلة يجلس آب وزوجته وابنتهما البكر وابنهما الأصغر في العائلة،وإلى جانبهم كان يجلس العم سعيد حيث كان هو وإبنته وزوجته ظيوف عند أخيه.
رن جرس الباب وأسرع الطفل الصغير إلى فتحه،معتقدا أن القادم هو أخيه حيث كان وعده بأن يأتيه بدرجة تناسبه حين عودته من عمله الذي طال شهورا،لكن لم يكن هو القادم للأسف وإنما كانت زينب عمته،انحنت نحوه لكي تقبله لكن الطفل استدار مكفهر الوجه دون أن يهتم بها وبما أنه طفل صغير وأيضا لعلمها انه مهذب جدا لم تمتعض من ذلك السلوك الوقح الذي بدر من الطفل،وبعد أن جالست العمة حيث انتهت من رسميات التهاني والترحيب،فيرن الجرس للمرة التانية،وبذلك يسرع الطفل نحو الباب،فيفتحه ليجده أبن عمه الأكبر اذ لحق بالعائلة متأخرا بعض الوقت،وكاد ان يلتقط الطفل الى ذراعيه كما جرت العادة أن يحدث،الا أن هذا الأخير كان قد تسلق اكثر من خمسة درجات نحو الطبق العلوي حيث كانت العائلة مجتمعة،..
      بعد مرور اكثر من نصف ساعة كان الطفل وتقريبا كل العائلة شبه متيقنين أن الأخ لن يصل في ذلك الوقت المتوقع وربما لن يصل الليلة قط،واذا كان شيء من الخوف ساد أفراد العائلة فهم لا يظهرونه،الا ان الأم اتصلت به اكثر من خمس مرات ولم يجيب على هاتفه،أما الطفل الصغير جلس بالقرب من ابنة عمه،فتكأ عليها ويلعب بهاتفها الخلوي دون ان يأبه بما يحدث في الوسط،فما كان يحفظ شغفه قد فقد قدرته عن ذلك ولم يعد الآن يهتم بأي شيء،وعلى غرار فجأة رن جرس الباب،لكن الطفل لم يحرك ساكنا،وبعد أن فتحت الأم الباب للقادم كان إبنها،وها هو قد دخل على العائلة وهو يحمل درجة الطفل كما كان الوعد تماماً...فهرع إليه أخيه الصغير ليغدقه بالقبل،والفرحة تعوي في عينيه.







Share To: