..........................
      ٱرتشافات فنية من قلب مدينة أبي ٱلْجعد ٱلْمغربية
     مع ٱلْفنان ٱلتّشكيلي ٱلْمغربي" محمد صبحي".

يُؤثِّثُ أفضيتها بزخارف خطية وبآيات قرآنية ..(( اُدخلوها بسلام آمنين))صدق الله العظيم.سورة ٱلْحجر.46.

 ..يستلهم جدارياته من عُمْقِ تَشَبُّعِهِ بٱلزّخْرَفَةِ وٱلْخَطّ ٱلْعَرَبِي فَيُنمِّقُ دُروبَ وأزقّةِ ٱلْمدينَة وهو يعبر إلى كل مَسْلَكٍ فيها بقلب عاشقٍ خطفته تفاصيل هاته ٱلْفَاتنة (( أبي ٱلْجعد ))؛ ٱلّتي ينتمي إليها قلبا وقالبا..
أبي ٱلْجعد مدينة ٱلْولي ٱلصّالح " بوعبيد ٱلشّرقي"؛ حيث نسائم أقطاب ٱلصُّوفية تُلْقي بنفحاتها وأفيائها فَتُصِيبُ ٱلذّوَات بِعِطْرِهَا وأريجها ٱلرُّوحِي ٱلْعرفانِـي..
وَحَيْثُ ٱلزّربية ٱلزّمُّورية (ٱلْحَنْبَل وٱلْبيزارة) تُخَاطبُ عشّاقها بألوانٍ وَزَرْكَشَاتٍ بَدِيعاتٍ شَاهِدةٍ على براعَةِ ٱلصّانِع / ٱلصّانعَةِ  ٱلتّقليدية ٱلْمُضَمّخَة آناملها بعشقِ ٱلطّبيعة وكلّ ماهو مَحَلي..ٱشتِغَالٌ على أصباغٍ وخيوطٍ تسللت إلى قلب ٱلتّاريخ لتنحت زرابيها / لوحاتها ٱلْبديعة.

في هذه ٱلْفاتنة ترعرعَ ٱلْمبدعُ / ٱلْفنّانُ ٱلتّشكيلي" محمد صبحي"،وتنفسَت رئتاهُ عبق ٱلْفنِّ وٱفْتَتَنَ بموجاتهِ وألوانهِ ٱلزّاهيةِ..فتبنّاهُ وتشرّبتْ ذاتهُ رائحة وسحر ٱلْألوان وٱلْأصْباغِ؛ فٱنطلقَ كما غَزَلِ آدَم ٱلنّادر في أَزِقَّةِ ٱلْمدينة وَدُرُوبها كما عاشقٍ مُتَعَطّشٍ للرُّواء، يُنسِّقُ ٱلْألوان يمزجهَا لتنهضَ جِداريات  باذخةٍ شَاهِدةٍ على جَمالِ هذهِ ٱلْمدينةِ ٱلْقائمةِ في قلب إقليمِ خريبكة وفي ٱلْمنطقة ٱلْوسطى من ٱلْمغربِ؛ ٱلّذي يزخرُ بلوحاتٍ طبيعية آسرةٍ تَشُدُّ إليها عشاق ٱلْجمال وٱلْبساطةِ وتُغْري بٱلْإقامة وٱلسّفَرِ.
مدينةٌ اجتمعُ فيها سِحْرُ ٱلطّبيعةِ فتغنّى بها سكانها ومرتاديها ..
عناصرٌ كثيرةٌ ٱجتمعت ليتشَكَّلَ ٱلْأفق وٱلْحِسُّ ٱلْفنيُّ لدى ٱلْفنّان" محمد صبحي"..وليتجلى ذلك في أعماله وجدارياته ٱلْفَنّية؛ إذ ٱتَّخَذَ من أزقةِ ودُرُوبِ ٱلْمدينة مِحْرَابه / مرسَمه ٱلْأثير وبدأ يُصَلِّي صلواته ٱلّتِي يُزاوِجُ فيها بين لغة ٱللَّوْن وٱلْخَطِّ، فأبدع تُحَفاً فنية أنيقةً لا تستأذن ٱلْمشاهد كي تلج  إلى مناطق ٱلْافتتان عنده..تستطيع هي ٱلْولوج بمفتاح ٱلْجمال وٱلْبَسَاطة وٱلإبْداعِ ..
إنّ ٱلتَّجَوُّلَ في فتنة ٱللّونِ وٱلْخَطِّ عند ٱلْفنان ٱلتّشكِيلي ٱلْمغربي "محمد صبحي"، تَحْتاجُ إلى أوراق ومقامات؛  وحَسْبِي هاهنا أنّنِي قمت بجولة سريعة لكنها ألقت بي في فيءِ ٱلْإبداع ٱلظّليلِ ٱلْماتِعِ ..

ولمن أراد زيارة هذه ٱلْفاتنة سيجد نفسه مرغماً على ٱلتجوال في منتزهاتها وغاباتها : ( غابة سيدي ٱلْغزواني وغابة ٱلشباب ومنتزه "بني زرتيل" ..وقد ينتهي به ٱلمطاف في محمياتها حيث ٱلْغزلان ٱلنَّادرة (( غزل آدم))، وحيث أهاليها  يتفَنّنُونَ في صناعةِ " ٱلْحدادة،  وحيث مقالع ٱلرّخام وٱلْحجر ٱلْكِلْسِي ٱلّذي يشكل ٱلْمادة ٱلْخام لحجر " ٱلْجِير" ..

كانت هاته ٱلْأوراق وٱلْمقامات جولة للتعرف على مبدع صهر تجربته ٱلْفَنية بقلب مدينته / فاتنته( أبي ٱلْجعد) ..ولنا أفياء وأوراق ومقامات أخرى بإذن ٱللّه قريبا ..



















Share To: