______ 

رَمَتْ موطني يومَ التباعدِ عنْ وصلِ
سهامٌ مِنْ الآلامِ في غفلةِ الأهلِ

بليلٍ حزينٍ غالبَ الوجدُ أنفساً
فصَدَت وأبدَت في الشبيبةِ والكهلِ

ولولا ركابُ الصبرِ لم ينجُ واحدٌ
فللهِ دَّرُ الصبرِ في الصعبِ والسهلِ

شموسُ بلادي بالكسوفِ تلثمَتْ
وما عادَ يأتي الضوءُ منها مدى الحولِ

قفوا نقتطفْ مِن روضةِ العدلِ زهرةً
لعلَّ شذاها جامعٌ فرقةَ الشَّملِ

فلا الظلمَ يُجدي باطناً أو ظواهراً
وكَيلٌ بمكيالينِ مودٍ إلى القحلِ

كأنَّكَ يا إنسانُ قد صرتَ سلعةً
مِنْ السوقِ مزجاةً لدى ربةِ الجهلِ

هلاكٌ لأرواحٍ وما هزَ شعرةً
برأسٍ كأنَّ الرأسَ يحيا بلا عقلِ

وأنَّ حكيمَ القومِ مَنْ كانَ عقلُهُ
يسيرُ بهِ نحوَ التواضعِ والبذلِ

هنا دوحتي فيها تغاريدُ بلبلٍ
يناغي طيورَ الجوِ والزهرِ في الحقلِ

ألا فافهموا يا ساسةَ الدهرِ قولَنا
ففيهِ عظاتٌ للمواجعِ كالمصلِ
_____________







Share To: