تعيش الأمة الآن أيام خير وبر وإحسان، في ظلال هذه الأوقات المباركة، والنسمات الطيبة، نسمات شهر رمضان المبارك، الذي يتجلى على العالم الأرضي، مرة واحدة كل عام قمري .
ويحتل هذا الشهر الفضيل عند المسلمين، مكانة عظيمه، ومنزلة كبيرة، تهتز له قلوبهم، وتنشرح به صدورهم، وتسموا له أرواحهم، وتسعد معه حياتهم، وترتاح به ضمائرهم ،وتحن له جوارحهم .
ومن مظاهر هذا الشهر الكريم: أنه يوحد بين الأمة الإسلامية في شتى البقاع، رغم تباعد الديار والأصقاع .
فما أن يهل هلال شهر رمضان المبارك، ويحط رحاله في ربوعنا، وبين ظهرانينا في مجتمعاتنا؛ حتى يوحد بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها على اختلاف ألسنتهم، وتغاير ألوانهم، وتباعد أقطارهم .
يوحد بينهم في شعورهم وسرورهم، فتجد المسلمين في كل مكان مطمئنة قلوبهم، باسمة وجوههم، منشرحة صدورهم، لقدوم هذا الضيف الكريم، ويتبادلون التهاني أن يتم الله شهرهم بخير وإحسان .
يوحد بينهم في ليلهم ونهارهم، حيث يبدأ المسلم يومه باسمك اللهم صمت، ويختم نهاره باسمك اللهم أفطرت في أي مكان حل، وتحت أي سماء أظلته .
يوحد بينهم في وقت طعامهم وشرابهم، فالجميع يبدأون صيامهم من طلوع الفجر، ويبدأون فطرهم عند غروب الشمس في توحد واجتماع ليس لها نظير، امتثالاً لقوله تعالى:وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ (البقرة: 187)






Share To: