"لم أدرك السبب في أنني كنّت مصدرًا للسخرية، أو ما الذي كان يدفعهم لذلك، حين كنّت أكتب عن صلاة الفجر كنوع من أنواع التذكير، عل أحد ممن تكاسل يرها فيخشع قلبه لقوله "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله" كنّت أنتظر أن يراني الله، أن أكون سببًا ولو خفيًا، ورغم أني أقل من أن أكون حتي بسببٍ، إلا أنني آمنت بهذه الفكرة، كان عمري لا يزيد عن العشرة أعوامٍ، كنّت أَجِد من يكبرني ويصغرني يتهكم عليّ، بل ويدخل ليجعلني مزحة، كطبيعتي لم أستطع الرد-لست بخرساء- ولكنني أفتقر لكلمات الإساءة.. تلك فطرتي التي أُلوم نفسي وأُلام عليها، لست مغفلًا، ولكن أحاول قد الإمكان التغافل، ولكن كانت تؤلمني الكلمة، حتي دارت بيا الأيام، وقد فعلت الكلمة فعلتها، جعلتني بعيدًا، بعيدًا جدًا عن طريق راحتي.. عن طريق أحبه وأحيا به، لم أدرك أن أثر الناس سيّء إلي هذه الدرجه ، ولَم أدرك أنني مؤمن ضعيف، فعنّفت نفسي، تلك التي لا تتحمل أثر كلمة، فانهارت.. 
لا ألوم إلا طباعي في أنني لست بلئيم، أو وقح، لربما كنّت أخرست الجميع، فأنا أعلم كم يحب البشر، الشراسة، يتغذون علي التعنيف، ويبصقون من أفواههم اللؤم ، والكذب، ولربما كان حظي سيّء بعض الشيء في مروري بالناس، كان مرورًا مُرًّا سيئا قبيحا.. كقلوبهم ليس إلا، لم أدرك أن النفوس التي تكن الحقد، ويسري في دماءها الرياء، سيقاتلونك في مواضع قوتك، ولكن أيضًا في رقتك، لم أدرك حين كنّت منيرًا متفتحًا منفتحًا، سبب الكثير في السخرية مني، والبعض الآخر في مرافقتي ، ولَم أدرك أيضًا حين سقطت ...إختفاء كل هؤلاءٍ، وإحتفاء الآخرون بذلك ، بل وظهرت فئة جديدة تثبطك إذا ما حاولت أن تفيق، وكأنني سرقت منهم شيءٌ، أو حين كنّت مستقيمًا طول الطريق متفوقًا علي شعبتي  ، ولكنني لست بابن محاضر، أو ان عائلتي تتشعب في الجامعة، فيسرق حقي، وأُظلم، وهؤلاء- الذين تساندهم الحياة- يرفعون أقدامهم، فوق رفاتِ أحلامي، وأتخرج أنا لأكون سائقًا، يلعن الحياة، هذا الذي كان يظن -بفطرته- أن الحياة عادلة، ولم أدرك أيضًا سبب مغادرة صديق عزيز لي حين أردت حضوره، كميموم أراد النجاه، أخد هو معه كل الطمأنينة، وتُركت منبوذًا -حتي من نفسي- فالعراء أتساءل لماذا؟ ، أو حين كنّت طفلًا في المدرسة عن سبب التفرقة بيننًا، إذا كنّت تأخد درسًا عندالمعلم فُلانًا، سيكون لك مكانة خاصة، لا يهم ذكاؤك ولكن يهمني جيبك-كطفل- كنّت أقول لماذا؟،،لم أدرك حين كنّت طفلةً لم تبلغ الثالثة ، سبب رغبة رجل يبلغ من العمر أرذله، أن يتحسس جسدي، ذلك الذي يشبه اللوح الخشبي، ولَم أدرك رغباتهم القذرة، ولكن قلبي -آن ذاك-  كاد أن ينقلع من موطنه، وكأن شيئًا مس طُهره، لم أدرك سوي أني لم استطع الكلام، ولكن الخوف كان يعتريني، وكانت حبات الأدمع، تتساقط مني، وكأن شخصًا سرق مني لعبتي، نعم فهذا ما كنت أفكر به، وإذا هو بقائل"لا تخافِ أنا مثل أبيك" اللعنة عليكم جميعًا، حتي حين كبرت قليلًا وحاولت قدر الممكن رفع صوتي لطلب العون، ولَم يأتني العون إلا من أعين تتجسس علي الموقف، كما يتحسس هذا الرجل جسدي، ويتلاعب بلسانه القذر، ويتساقط لعابه،  وأما حين انتُهك عرضي، وحاول البعض التحدث، لم يأخد الجانِ إلا ثمان سنوات، هذا هو ثمني، هذا هو الجزاء، ومن يعالج جروحي، ومن يمحو كل هذا من رأسي، لم أدرك أن فطرتي البيضاء؛  ستجلب لي كل هذا الخوف، والألم، والصمت الذي ينفجر بالكلمات، حتي تآكلت روحي من أثرها، ولماذا حين رأي الجميع كل هذا لم يحركوا ساكنًا، ولا يختلف اليوم عن البارحة، الجميع يري ، ويصر ألا يري، إلا وإن كانت الفتاة هي الجانية، فأري المدافع تتصدر، وأري الأسلحة تصوب ، وأراني -ككل فتاة- علي حافة الهاوية، لو أننا اتبعنا العقيدة، ما جنينا علي أنفسنا، ولكن قست القلوب ، وأنحرفنا عن الطريق ، وصرنا مسلمون بلا إسلام، لا نري من القرآن إلا"مثني وثلاث"، لا نرى من الدين إلا ظاهره، لا نعامل البشر بدين المعاملة، لا نثور لشرف أمرأه،ولا نجعل الدين إلا لمحاسبتها ،  يؤلمني هذا الحال وكعادتي بلسان أخرس، اكتب كلماتي، لم  أدرك السبب في الكثير والكثير، ذهب كل هذا وظلت أسئلتي ، لماذا كل هذا؟
 






Share To: