المسكين" الوفي" اليوم على موعد مع السينما..تناول طبق الكسكس على عجل ..تفقد دفتر المذكرات الذي لايفارقه ..فهو كظله يصطحبه معه أينما حل وارتحل ..نادت عليه الحاجة"زوليخة" إلى أين تمضي يا ولدي..لم العجلة ..اليوم الجمعة كل الأماكن توصد أبوابها بعد الصلاة..مابك على غير عاداتك تعبث هنا وهناك ..؟!.
لقد حولت المنزل إلى سوق للملابس ..سراويلك هنا..الأقمصة،الجوارب وو.. هناك ..ماهذه الفوضى التي لم أعهدها فيك ..لاشك أنك على موعد معها..لقد تبينت الأمر من مهاتفتك الأخيرة لها ..
"الوفي" منهمك وكأنه لاينتمي لهذا العالم..ابتلعته دوائر الفوضى..لم يسمع كلام الحاجة "زوليخة"..تهمس لنفسها : " ياوليدي ..ياوليدي واش بيك واش بها أحوالك اليوم أنت واحد آخر..حتى بطنك آنسيتيه!!"..
ما يزال على نفس الحال حتى اقتلعه رنين جرس الباب ..لقد نسيت نفسي ..ياإلهي ماهذه الفوضى وسط البهو وفي الممر ..من أحدث هذه الفوضى..؟!
نسيت أمر زيارتها لمنزلنا اليوم..
حقا انشغلت بالتفاهة فابتلعتني موجة الفوضى ..لم أعد راغبا في متابعة ذاك الفيلم الرديء..نسيت أنني أفضل من المخرج والممثلين ومن تقنيي الصوت والصورة ومن مدير المهرجان الغبي الذي لايفقه في أصول الفيلم شيئا ..
علي أن أسرع لترتيب المكان قبل أن تكتشف مدى فوضويتي فتعدل عن أمر الارتباط بي؛ فهي لا تحب الفوضى ولا الأشخاص الفوضويين ..لقد اختيرت سلفا ملكة النظام في مؤسستها هناك بديار المهجر..كيف لها أن تقبل بي...بسرعة يا"الوفي"..لاتدعها تكشف فوضاك فتعود إلى عالمها ..أوقف هذه الفيلموخرافية المضحكة...هب لتستقبل النظام غير المشهد المقرف..درهم يعمهون في فيلموخرافيتهم ...!!.
عليك باستقبال شقرائك التي تتميز بذوقها الراقي ..وحدها من سيوجهك لفيلم يليق بأحلامكما معا...خل عنك تفاهتهم فهي معجونة بخميرة فاسدة؛أذواقهم يمجها كل عاشق للجمال والفن الراقي...
Post A Comment: