كنت فى الصالة احتسى كوبا من الشاى و اشاهد برامج التليفزيون،  رن 
الموبايل  و اذا بالمتصل ابنى الطالب بالثانوى الذى يذاكر دروسه بالغرفة التى امامى و انا اراه و اسمعه  فعجبت و سألته  عما اذا كان يجرب موبايله فاجاب بالنفى و قال انه لديه سؤال فى المنهج فاجبته و عرضت عليه ان يأتى لاشرح له كل ما يتعلق بالسؤال , فشكرنى قائلا : عفوا يا والدى ,الم تنظر حولك ؟ فضحكت باستغراب اذ ان هذا الابن ولد بعد ( انظر حولك ) بعقود 
 سألته ماذا حولى ؟فقال ,انظر على الجدران حولك و انت ترى ,
رفعت رأسى و نظرت كما قيل لى فوجدت ان الجدران التى كانت تزين بصور دينية و شخصية اصبحت تحمل لوحات كتب عليها بخط جميل :
من اجل سلامتك و سلامتنا احرص على التباعد الاجتماعى , 
و لما كنت ممن ينفذون التعليمات من اجل السلام الاجتماعى و الاستقرار الاسرى تقبلت الامر على مضض و عرفت لما تم هجر مجلسى وأدركت أنه تم تحديد اقامتى و اقامة الحجر على ,اذ ان كل العوامل تضافرت على من كورونا و احالة للتقاعد و الشيخوخة و ما يصاحبها من زهايمر و غيره و لعل ذلك كان كامنا فى النفوس و لم أدركه و تلك المحاولة لاقصائى عن الساحة و تجنب التعامل معى. 
و تقوقعت على ذاتى و دخلت قمقمى و قطعت صلتى بالعالم ,لا زهدا و لا كراهية لاحد ,و لكن لاحساسى باننى لم اعد ذلك الشخص الذى يرغب فى معاشرته الناس ,,, و فى وحدتى عشت مع قلمى و احزانى .ماتت احلامى و خابت توقعاتى. 
يا له من انهيار ذلك الذى حدث. 







Share To: