كانت ليلةً مختلفة،ليلةً مليئةً بالذكريات
كان السهر فيها غريب،والتفكير يستدعي بالاستغراب
لم أنم،
بقيت على عين اليقين
أُشاهد مواقف الماضي تُعاد وترتسم أمامي من جديد
نبضي تبعثر،فقدت أعصابي
دموعي راحت تسيل،غصصت وجعاً
أَحسستُ والدنيا كُلها تَخنقني وتقطع أنفاسي،ضاق صدري
رحتُ أتلفت من حولي لا أرى شيئاً!
بدأت أرتجف
أسأل نفسي،ما الأمر؟
هل هناك برد قارس يأكل عظامي ويهزها؟
أم أنّه هناك خوفٌ سيمزقني ألماً؟!
وبعد مرور نصف الليل..من التعب والإرهاق..أدركت أني مُشتاق،
مُشتاقٌ لتلك الإنسانة التي لا مثيل لها،لبلسم آلامي وجروحي..إلى شمعة دربي
إلى سندي إلى ملجأي إلى مَن أعطاني حُباً كاملاً أحَيا به،
إليكِ يا أمي يانبع الحنان والعطاء،
ياوطني،ها أنا تائهٌ في غربةٍ عنكِ،ها أنا ضعيفٌ،خائفٌ،مذنبٌ،بائس
متحطمُ،مُتعب قد قتلتني وحوش الضواري خارجاً عن حدود رعايتك،مُشتاقٌ يا أمي،مُشتاقٌ إليكِ
لعينيكِ،لبسمتكِ،لحبك،لحضنك
يا أمي أشعر بالبرد فهلا ضميتيني لأنَعم بدفئ يديكِ،
يا أمي هل لكِ أن توبخيني فأنا مُشتاق،مُشتاق لسماع صوتك ولو هَمساً
اعتزر يا أمي عن قلة اتصالي بكِ
فما عدت أتمالك نفسي عند حديثي معكِ
يَغصُ صوتي حنيناً،ويتآكل صدري وجعاً
أُريد أن أظهر لكِ أني قويٌ كما تريدني أن أكون، لكنني مُتعب ،مُتعب من الصميم
طفلك ضائع يا أمي،فؤادي تمرد وراح ينزف توقاً لكِ
لا أستطيع شرح ما أكبت بداخلي
لا عليكِ،لا عليكِ
أردت فقط أن أقول أني مُشتاقٌ إليكِ،
ومع تلك الكلمات احتضنت صورة أمي،وراحت دموعي تغطيني،
ونمت نوماً عميقاً وانتهت ليلتي.
Post A Comment: