أخبرته بكل جرأة نسائية :أنت مجرد قِسْط ضئيل في حياتي،شجرة في غابة أو حتى أقل.
لم يستوقفها لفهم معنى كلامها.
هي بارعة في شرح الأشياء،و تأثيث اجوبتها بالمنطق و بالحجة الدامغة إن لزم الأمر.
لاذ هو بالصمت مرة أخرى،و استمرت هي في استيطان مساحات كبيرة في وجوده.لا تفارق دهاليز عقله المتعب بالبحث عنها و هي بداخله.
ينتظر هاتفها،طلعتها،خطواتها المسرعة حين تقبل لكي تتوارى من جديد.
كلما قاوم بالهرب بعيدا،غاصت كل حواسه في رمالها المتحركة.
هل لا زالت تتذكر يوم أعلنها معشوقته فوق رمال الشاطئ؟
كانت مزهوة و مبتسمة.
طلبت منه ان يلتقط صورة للوحة رسمها فوق حبات الرمل المبتل.
لوحة الرمل و الماء و الحب اختارت لتوها الاندثار،بفعل الريح و الشمس و النسيان.
هي تريد منه ان يبتعد عنها كي تقترب بهدوء،و يريد هو ان يقترب ارتواء منها و من توابعها، كي يجد القوة ليبتعد .
بين حواس و رغبات متناقضة،لا يهدأ دوران الروح حول كوكب عشق يتحجر أحيانا.
صحراء قاحلة؛لا ماء،و لا عشب.
على الأقل،غيابها يشعل النار في هذا الجليد من الحواس، الصلب،المتراكم.
تتطاير الحروف مثل شظايا حمراء ملتهبة،تكاد تشعل حرائق من حولهما، هو و هي.
مرات كثيرة،يرغب بشدة في حضنها الموعود و هما في قلب جوقة من الوجوه و الأفواه و العيون المترقبة،و المتربصة شرا ببذور الحب حين تزهر،او حين تكاد.
اشتاق لقبلة واحدة.
واحدة،لاغير.
قد يكتفي بكلمة واحدة أو اثنين،رجع صدى و صوت ترنيمة بعيدة تمنح إسما جميلا لحيرة لذيذة و مؤلمة.
دون مقدمات،تزلزله ببوح معاتب: أنا أيضا أحبك يا مجنون.
Post A Comment: