وقُلتُ للحَرفِ: "كُنْ مِنِّي" فكانَ يَدَا
وقلتُ: "شِعرًا" فكانَ الشعرُ مُنفَرِدَا
هذي بَقايايَ بعضٌ منكِ مِحبَرَتي
قد جَرَّموكِ وكانتْ حِكمَتي سَنَدا
جرحٌ ببالِ قصيدي نَزَّ أغنيةً:
محروقةٌ أرضُ حلمي نارُها رَمَدَا
دربي كسيحٌ وأعدو مِلْءَ حَنْجَرَتي
ظِلِّي سُدى كُلَّما نحوي عَدا ابتَعَدا
زِنزانَةُ الوقتِ في لا وعيِها انحبسَتْ
لم يُطلِقوا حاضرًا كي نَلْتقيهِ غَدا
بُحَّتْ حروفُ القوافي في حناجِرِنا
لم يَسمَعوا في صُراخِ المُبدعينَ صَدَى
في سِجْنِنا الغيمُ والأصفادُ عاصِفةٌ
كم هَمَّشوا مطرًا كي يَنْعَتوهُ: نَدى
كمْ صادَنا أرَقٌ والنّائِمونَ بِنا
كأنَّ حُلْمًا رآنا حينَما سَهِدا
كالموجِ يَحضُنُ صدرَ الصخرِ يعرِفُهُ
والصخرُ ملحٌ وجرحي ينزُفُ الأبَدَا
يا نجدةَ الماءِ قاعُ الموتِ يَرحَمُ بي
أجدى مِنَ الموتِ فوقَ الماءِ حيثُ رَدَى
رعدٌ يزفُّ مَخاضَ الغيمِ في جسدي
برقٌ يصفِّقُ للأحزانِ كي تَلِدَا
لم يَفْهَموا رعشةَ الأفكارِ بينَ يدي
هذا يَراعي يتيمُ الربِّ قد وُلِدَا
Post A Comment: