لوْ لمْ يكُنْ مُبْدِعاً عَاشِقاً للتصْويرِ ٱلضّوئِي وٱلْفنِّ ٱلْفُوتُوغْرافي لكَانَ شَاعِراً يَتَجَوَّلُ فِي مَتَاهَاتِ ٱلْكَلمةِ وٱلْحَرْفِ..يُرَصِّعُها بِرُوحٍ فِيهَا من مِسَاحَاتِ ٱلْجَمَالِ وَٱلدّهْشَةِ ٱلشّيْءَ ٱلْكثير فَيَنقلها مِن ٱلْعتمةِ إلى ٱلنُّـورِ..

بِقلبِهِ وبِكُلِّ سَكناتهِ يَنْحَتُ لوَحَاتٍ من ٱلطَّبيعة ٱلْفاتنةِ ومن أفضيةٍ سَكنَتهُ.
تحضر " تازا " في جُلِّ إبداعاته ولوحاته ٱلضّوئية؛ بأزقاتها وأبوابها ونافورة تازا ٱلْعليا " أحراش" وبلمسته ٱلْإبداعية يُضْفِي عَلَيْهَا سحرا وبهاء خاصا فتبدو "تازا" كأميرة  قادمة من تاريخٍ زاهٍ وقد توجها بإكليل خاص متفردٍ ..

مدينة على مرتفع من ٱلدّهْشَةِ تَسْبَحُ في ٱلضّبابِ وتلبسُ برنوسها ٱلْفاخِر ..مدينة تعانق ٱلْمطر وٱلنّدى فَتَلْبَسُ وِشَاحاً أَخْضَرَ ..مُورِقا..
يأتي ٱلْخريفُ فترحبُ به أشجارها ٱلْمورقة ..فتغري بٱلتّجوال في حدائقها وربوعها ٱلْفَيْحَـاء ..
يمسك عدسة ٱلْكاميرا بكل كلفٍ ويتفنّن في ٱلْإمسَاكِ بلقطات ٱلدّهْشةِ وٱلْإبْهار وٱلْافْتِتَانِ..ولايَكْتَفِي بٱقتناص ٱلْمشاهد بل يُضْفِي عليها من أنفاسهِ ٱلشّعرية صورا مُلْهمة.

كلما حَلّ بربوعِ ٱلْجمال لايتوانى عن ٱقتناص مايُبْهِرُ ٱلْعَيْنَ ويُبْهجُ ٱلنّفسَ ويبعثُ فيها نوازعَ حُبِّ ٱلطّبيعةِ وٱلْكائنات وٱلْإنسان.
تُحَلِّقُ رُوحَهُ خلفَ ٱلْغمامِ وتَشْدُو مع ٱلْوُرقِ وٱلْحَمَامِ وتُنشدُ سلاماً سلاماً لكُلِّ ٱلْأنامِ وإن تغير ٱلزّمانُ وٱلمكانُ..

إنّهُ مبدعٌ بٱلسّليقةِ سَكنهُ شغف ٱلتّصْوِيرِ ٱلْفوتوتغرافي فٱعْتكفَ في محله/ محرابه بتازا ٱلْعليا يُطَوِّرُ من تجربته وَيَصْقلها لِيُسَافِرَ عبر آلته/ عدسة ٱلْكاميرا وروحهِ إلى آفاقِ ٱلْافْتِتَانِ وٱلْحُسْنِ وٱلْإبْهَـارِ ٱلرّبَّانِـي..

فكان سفير "تازا" من خلال حصده لجوائز عالمية في فنّ ٱلتّصْويرِ ٱلضّوئِي، ومن خلال حُضُورِهِ لتأطير ٱلْعديد من ٱلْورشات في فنّ ٱلتّصْويرِ..وتمّ تكريمهُ في أكثر من مناسبة من قِبلِ جمعيات تنشطُ في حقلِ ٱلْفعل ٱلْجمعوي وٱلثقافي ِبذاتِ ٱلْمدينةِ.
إنّ ٱلْمُبْدِعَ "يوسف ٱلتوزاني"؛ من خِلاَلِ عِشْقِهِ لهذا ٱلْفنّ سيجعلُ من سجله ٱلْفني فِي فَنِّ ٱلتّصويرِ ٱلضّوئي مرجعاً ثرّا لِكُلِّ مَنْ يَبْتَغِي أَنْ يَعِيشَ لحظات ٱلْإمْتَاعِ وٱلْإنْتِشَاء ويسافرَ بِكُلِّ حَوَاسِّهِ وينفضَ عنهُ غُبارَ ٱلْيَوْمي ويتجددُ مع كل لوحةٍ / صورةٍ ..مشهدٍ فتّانِ ..
تلاحقكَ مشاهد تازا وقد سبحت في ٱلضباب بجبالها ٱلشّماء وبأوديتها ٱلْجاريةِ وشلالات " رأس ٱلْماء" وباب ٱلريح ٱلّتي تنشدُ أنشودة ٱلريح..
تطالعك ٱلصّواعد وٱلْهوابطُ ومغارةُ " افريواطو" وحدائق باب ٱلْجمعة ٱلْمعلقةِ فيشدكَ سحرها وأنوارها وتسحبك للزمن ٱلْأندلسي ..
ولا تفتأ عدسته تلتقط أزقة ٱلْمدينة ٱلْقديمة " قبة ٱلسوق" و" أحراش" وباب زيتونة" و" باب ٱلريح" و" ساحة ٱلْمشور " ...وأسوار مدينةٍ ماتزال صامدة شاهدة على تاريخٍ بهي للأميرة " تازا" ..
تغريه ٱلشمس بلوحاتها وأشعتها وغروبها فيحتفي بها في لوحاتٍ بديعةٍ حالمةٍ رومانسية..
كل مشهد ولوحة طبيعية تتحولُ عنده إلى لوحة إبداعية تَسْحَرُ ٱلرّائي وَتَجْعَلُهُ يتفاعلُ معها ويبدعُ فيها ..
أدعوكم جميعا إلى ٱلْإفطار على مائدةِ مبدعٍ عَشِقَ ٱلتّصْويرَ فوهبهُ من  جُهْدهِ وَوقْتهِ وقلبهِ.



































































Share To: