ما السّر الذي يكمن وراءه ونحن لا نعرفه...! حتى يتصدّر هذا الكتاب - اكستاسي - قائمة الكتب الأكثر مبيعا.. أما الأكثر مقروئية فذلك ما نشك فيه...!
والمواقع التواصل الاجتماعي لا تعج إلا به، والقُرّاء لا تسأل إلا عنه أو تنشر له أو معه صورة، أو تُسوّق له من باب الإعجاب...!
بداية أي كتاب يستحق أن يقرأ؛ لأن كاتبه بدل فيه الغالي والنفيس وأنفق عليه سنوات من عمره ووقته وماله ليرى النور ويكون بين أيدي القراء..
وبالتالي لا يوجد كتاب جيد وآخر سيئ، ما دمنا لا نملك المقياس الحقيقي لنحكم بالجودة أو الرداءة على نص أدبي ما، وحتى من نحتكم إليهم رُفعت أرواحهم إلى  السماء.. فبقيت الساحة فارغة...!
ربما يوجد كتاب لم يراجع كاتبه مخطوطه جيدا، أو ربما هناك خلل في أداة من أدوات الكتابة...
   اكــســتــاسي..
هو كتاب عبارة عن مجموعة من الخواطر، وكل خاطرة عبارة عن نصيحة، لا تتجاوز ستة أسطر في الصفحة..
كتاب مكتوب بأسلوب جميل وبسيط يُحلّق القارئ فوقه بعجلة..
لكن.. نتساءل:
أليس ثمة كتب أجمل بكثير منه، وبعضها حاصل على جوائز عالمية، ورغم ذلك لا تباع، ولا يعرفها أحد.
وقد حكى لي أحد الأصدقاء، وهو كتبي.. أنه دوام على عرض رواية  مائة عام من العزلة - حاصلة على نوبل - أكثر من شهرين، وللأسف لم يسأل عنها أحد ولا نظر لها، بينما على الجانب الآخر، ثمة كتب توجد على شكل اكستاسي تباع منها نسخ بالعشرات في اليوم..
إذن أين الخلل ؟ وماذا يحصل للقارئ اليوم ؟
إن قارئ اليوم، لا يُكلّف نفسه بتاتا عنان البحث والتنقيب عن الكتب والروايات التي تخلخل عقله وتنفض عنه الغبار، وتطرد منه الطفيليات..
والكتب موجودة، سواء للقدماء، أو المعاصرين لشباب موهوب.
نحن بهذا القول، لا نتناقض مع ذواتنا، ولا نفاضل بين كتاب وآخر - لا نملك هذا الحق - حيث كل كاتب يأمل أن تُقرأ كتبه، ولكن ليس بهذه الضجة..
العقل الناضج، والمنطق السليم، لا يقبل أن ينفرد هذا الكتاب وحده بالمبيعات.. بينما نجيب محفوظ، طه حسين، محمد شكري... تبقى كتبهم مخفية عن شمس الربيع ..!
وهنا نُركّب أجزاء السر، وإن كان البعض يعرفه..
والسر...
أنَّ وراء هذا الكتاب، مؤسسة عملاقة مثل دار النشر - مكتبة الملك فهد الوطنية - فهذه المكتبة التي تراهن على كُتّابها وتؤسس لهم بين ليلة وضحاها قاعدة جماهيرية كاسحة..
والنهج الذي نهجته هذه المرة كان مختلفا تماما عن كل مرات وعن كل الكتب..
بدءا من غلاف فخم، جذاب، ملفت للأنظار، بصفحات سوداء ناعمة، مكتوبة باللغتين - عربية إنجلزية - مع رسومات توضيحية بالأبيض..
هذا التصميم الرائع جعله يختلف عن كل الكتب..
وكذلك سُوّق له بشكل غير عادي، ليؤثر في القارئ وغير القارئ على اقتنائه..
هنا يظهر أن دار النشر قادرة على صناعة كاتب من لا شيء..
وعليه، فإن هذا الكتاب يصلح لنوعين من الناس..
قارئ مبتدئ، لم يقرأ بعد، وبالتالي فهذا الكتاب مناسب له لتحبيبه القراءة..
              أو
شخص مولوع بالزخرفة والألوان، فيُجمل به مكتبته أو بيته..






Share To: