......................
                          
المرأة، تلك المخلوقة الرقيقة والقوية،الهشة والصلدة، العنيدة الرؤومة، الرائعة والمخيفة.

كم من سفن تاهت وضاعت فى بحارها وهى تبحث عبثا عن  معالم جغرافياتها ، محاولة فك طلاسم شفرتها الأبدية.

أن تحاول فهم المرأة وتسبر  أغوار نفسها لأمر جد عسير ويسير فى ذات الآن.
كل ما عليك أن تسأل نفسك من هى المرأة؟؟ ومن هى إمرأتك؟؟
إقترب ،ادن منى ،وأرهف سمعك وبصرك وقلبك جيدا ،لسوف أهمس لك بالسر ،سأخبرك قليلا بما أعرفه،لعلك تدرك أو تفهم،ويمكنك أن تشكرنى فيما بعد.

المرأة هى حواء التى تؤنس وحدتك وقد تخرجك من جنتك لمجرد أنها اشتهت التفاح،وقد تقتل فى سبيل وصلها أخاك.

المرأة هى بلقيس الجميلة الملكة التى تحكم الرجال وتجيش الجيوش وتحتكر القوة والحكمة،ولكنها قد تؤمن بك فى لحظة وتسلم لك كل مفاتيح  مملكتها طواعية  إن أحبتك.

انها أم موسى التى قد تلقيك فى اليم دون تردد لتنقذك وهى على ثقة من عودتك إليها أفضل مما كنت.

إنها خديجة التى تدثرك بثيابها وقت خوفك وضعفك.

انها آسيا التى تنبذك وتمقتك لو ضللت وعصيت.

قائدة طموحة ومتهورة كزونوبيا الملكة.
مؤمنة وشجاعة  كجان دارك..ورائعة كآنا  تدون اعمالك مع أنك لست بالقطع بتهوفن ولم تكن يوما ما.

 فى لحظات صفائها قد تصعد بك إلى الكواكب والنجوم  كفالنتينا الرائدة الأولى.

وقد تسلخ جلدك وتزين به حجرتها كالإسترالية كاثرين لو أغضبتها أو خنتها.

قد تزرع فى دربك ثلاثة ملايين  شجرة كنجارى مائاى..وقد تكون لك الخير والعطاء كالأم تريزا.

انها ديانا الأميرة الرقيقة الضحية..وأحيانا إيزابيلا الاسبانية التى سوف تجبرك بالقوة على تغيير ديانتك وعقائدك ووجهتك  لما تحبه هى وترضى به.

سوف بالتاكيد تراها تقيم لك أول جامعة كفاطمة الفهرية..وستكون أنت فيها الطالب والأستاذ متى شاءت وكيفما شاءت.

هى منبع الأناقة والعطر كشانيل.

وهى المقاومة والثورة  كجميلة الجزائر.

إنها مريم الطاهرة..وايرما لادوس الغانية..وزوجة فرعون ..وامرأة لوط.

هى زهرة الداليا والسوسن والياسمين.
هى أميرة القلوب وإيمان النفوس العاشقة ورجاء الطامعين.
هى أشواق المغرمين وصفاء الزاهدين وجنة المنعمين.
هى الأمل والآمال والأحلام والريماس والرؤى.
هى الرباب والرحاب  والرنين والرنيم والربى.
هى الغادة الحسناء والسناء والثناء والكوثر.
هى الأمنية والأمانى وكل السحر و المنى .
هى المها والرنا والرهام والأنغام والرهف.
هى الإنصاف والإيناس والإنعام والإجلال.
هى الباهرة البهية البهيرة الجليلة.

هى المن والسلوى إن اشتهيت حلوها .
وإن غضبت عليك أذاقتك من فومها وعدسها وبصلها.

هى كل شئ، وأى شئ.

فيا صديقى:
عودا إلى بدايتنا، هل  مازلت تريد أن تفهم المرأة؟
أنصحك ألا تحاول،فلن تفعل بالتأكيد.
فكل ماسمعت وما قد تسمع أو تقرأ لاحقا هو بمقدار اللاشئ فى كونها الغامض وأقل من قطرة فى محيطها الواسع.
والآن يمكنك أن تشكرنى على كل هذا اللاشئ الذى أخبرتك عنه.






Share To: