التسبيح عبادة سهلة في أدائها، عظيمة في فضلها وثوابها
التسبيح شعيرة من شعائر الإسلام، ودعامة من دعائمه العظام، عبادة تضئ القلب، وتشرح الصدر، وتطهر الفؤاد، ويسموا بها الوجدان، ومن ثم: فهي غذاء الأرواح، وشفاء الجروح، وبلسم الجسد والروح، شعيرةٌ سهلة في أدائها، جليلة في قدرها، عظيمة في فضلها وثوابها، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالﷺ:"كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان،حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم"متفق عليه
ومما يزيد القلب طمأنينة، والصدر انشراحا، أن التسبيح يفرج الهموم، ويكشف الكروب، وبالمثال يتضح المقال:
حيث نجى الله تعالى يونس من بطن الحوت؛ لأنه أكثر من تسبيح الحي الذي لا يموت، فقال الله تعالى حكاية عنه: (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) "الأنبياء": 87، ففرج الله تعالى همه، وكشف كربه؛ لأنه سبح ربه، وبين الله قيمة فعله وصنعه فقال تعالى: ( فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون) "الصافات: ٤٤" ، فأذا أردت أيها الأخ الكريم أن تحصّل الأجر، وتنال الثواب والفضل؛ فأكثر من التسبيح، ففضله كبير، وأجره عظيم، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أيعجِزُ أحدُكُم أن يَكْسبَ كلَّ يومٍ ألْفَ حسنةٍ ؟ ) فسأله سائلٌ من جُلَسائِه: كيف يَكسبُ أحدُنا ألفَ حسنة؟ قال: ( يُسَبِّح مائةَ تسبيحةٍ، فيُكْتَب له ألفُ حسنة، أو يُحَطُّ عنه ألفُ خطيئة) فأكثروا من التسبيح في بيوتكم وفرشكم، وكل شئون حياتكم، وسائر أعمالكم، لتنالوا رضا ربكم، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
Post A Comment: