مِنَ الـمَعروفِ أنَّ في الجِلدِ مَسامَّاتٌ يحصُلُ مِن خلال هذه الـمسامات امتِصاصُ ما يُوضعُ على الجِلدِ.

 فمَثلًا الإنسانُ إذا وَضَع على جِلدِه مادَّةً دُهنيَّةً، يَـمتَصُّ الجِلدُ هذه الـمادةَ، كما هو معروفٌ ومُشاهَدٌ.

ومِثلُ هذه الـموادِّ الدُّهنيةِ تُوضعُ مَوادَّ عِلاجيةً على الجِلدِ؛ لِأنَّ هذه الـمَسامَّاتِ تَـمتَصُّ هذا العِلاجَ.

وأحيانًا تُوضعُ العِلاجاتُ على شَكلِ لَصقاتٍ تَكونُ فيها مادةٌ نَفَّاثةٌ، أو مادةٌ علاجيةٌ مُسكِّنةٌ، أو طيَّارةٌ، أو نَحوُ ذلك، فتُوضعُ على الجِلدِ.

 فهذه الـمَراهِمُ والدِّهاناتُ التي تُوضَعُ على الجِلدِ فيمتَصُّها الجِلدُ وتنتَهي إلى الدَّمِ، إذا قُلنا:

 إنَّ الإبَرَ والحُقَنَ التي تُعْطى عن طريقِ العَضَلِ وتَحتَ الجِلدِ وفي الوَريدِ لا تُفطِرُ.

 فهذه مِن بابِ أوْلى، فقدِ اتَّخَذ مَجمَعُ الفِقهِ الإسلامي قَرارًا بالإجماعِ أنَّها لا تُفطِرُ.

 وقد حَكى بعضُ الباحِثين الإجماعَ على أنَّ هذه لا يَحصُلُ الفِطرُ بها.

 وممَّا لا شَكَّ فيه أنَّ الناسَ على عَهدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانوا يحتاجون إلى الادِّهانِ في جُلودِهم وشُعورِهم.

 وهذا أمرٌ معروفٌ عندَ الناسِ في القديمِ والحَديثِ، وحتى في قِصةِ العَنبَرِ في الحَديثِ قال: 

فأكَلْنا وادَّهَنَّا.

فالادِّهانُ أمرٌ مَعروفٌ، والدُّهنُ يَـمتصُّه الجِلدُ، ولو كان مُفطِرًا لنَبَّه عليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولا يجوزُ على النَّبيِّ تأخيرُ البيانِ عن وَقتِ الحاجةِ.

 فهذا لا شَكَّ أنَّه ظاهِرٌ في أنَّ مِثلَ هذه حتى لو كانت علاجيةً، فإنَّها لا تُفطِرُ.






Share To: