إنطلق في رحلته  بحثا عن مكان ينفرد  فيه، هو و الغاب، و الصحاري، متعطشا للقمم.

وما إن لمح قمته الموعودة،  توهم أنها ربما تكون قريبة من نجمه المعظم، ألا وهو الشمس.

اسرع الخطوات،حتى وصل الى موطنه الذي لم يعرفه قط .

وجد في ذلك الموطن  الخالي  شجرة واحدة فقط واقفة هناك تنتظره لتحضنه بظلالها  .

وما إن جلس و ارتاح إلا و بدأ يناجي كلا من الشجرة و الشمس  قائلا:

يامن كانت بذرة و صارت شجرة تراعي الغريب و القريب بأحضان ظلالها.

ويامن بنوره عاش و نمى كل  من هو حي .

 لتعطوني وجدانكم . إني جئت أشكو  لكم عن قوم صرت في ألسنتهم كالعلكة. وأصبحوا  يغدون ضعفهم تجاه أنفسهم بي. و الكل ينادي: "لقد استبد بي الهم في هذه الحياة... لقد خنقنا الهم ..!."

مالي انا و ضعفهم تجاه رغباتهم المفرطة، ألم يسمعوا قول الحكيم:  " من كثرة رغباته كثرة ألامه" إلى متى سيظلون ضعفاء خاضعين ؟!. فليحرروا أنفسهم من رغباتهم و يحرورني من ألسنتهم!






Share To: