أوراق ومقامات ((2))

ٱلْورقة ٱلثانية " ٱلْأستاذ ومربي ٱلْأجيال"؛ إسماعيل حاجي / Hajji Ismail 

في حياتنا محطات فارقة لايمكن أن نمرَّ عليها مرورا عاديا،ولايمكنها أن تبلى أو تنمحي..لأنها ببساطة تستحق أن نكتب صفحاتها بمدادٍ من دهب وأن نخلد صيتها وتضحياتها ..

وقفتي في هاته ٱلْورقة ٱلْخاصة من سلسلة "أوراق ومقامات"، أخصصها للمربي وٱلْأستاذ ٱلْجليل ٱلذي ظلّ وفيا لمهنته ٱلنّبيلة ..لمن علمنا أبجديات ٱلْجمال وجعلني أهيم بعشقِ ٱلضَّاد..
إنّهُ أستاذي "إسماعيل حاجي" لقد تتلمذت على يديه في ٱلْمرحلة ٱلْإعدادية وسكنني شغف ٱلْحرف دون أن أدري فوجدتني أعشق نصوص ٱلْعربية وأسافرُ مع موجاتها وأبحر مع مفرداتها وأهيم بشطآنها ٱلْممتدّةِ.

في ٱلفصل ٱلدّراسي يقف" إسماعيل"بكل جدٍّ وثبات ويبدأ في ٱلشّرح وعيون ٱلصّغار موجهة نحو ٱللّوح ٱلْعتيق ٱلْأسود ٱلذي يشهدُ على أجيالٍ مرّت من هذا ٱلْفصل ..ما تزالُ ٱلسّبورة ٱلْأنيقة تُغري بٱلتّعلُّمِ وتفتَحُ شهِيةَ ٱلصّغار للقيام نحوها فيكون ٱلْعناقُ ٱلطبشوري ..وها هو " ٱلمربي ٱلْجليلُ "إسماعيل" يوجه ٱلتلاميذ ما ٱستطاع ..يثني على هذا وذاك وتلك ..وقد ٱعتلت محياهُ ابتسامة وإشراقة ..

ٱليوم حصة "ٱلمحفوظات "وٱلنص للشاعر ٱبن مدينة ٱلحمراء ٱلْمغربية " محمد بن ابراهيم " في المطعم ٱلْبلدي" ..
يتقدم إسماعيل بخطوات واثقة بين صفوف ٱلْمتعلمين ويمهد للدرس وتكون ٱلْقراءة ٱلشّعرية فرصة ليرتحل بنا إلى عالم ٱلشّعْر ويحلقَ بنا في أفضيته ..ويتوقف عند أغراضه ويسود ٱلصّمت ٱلْجللُ هنيهات وتكون ٱلْإستجابة قراءات شعرية للتلاميذ وكأننا بصدد جوقة موسيقية تحرص كل ٱلْحرص على ٱلتّميزِ في أداء سمفونيتها..وبحماسته ٱلْمعهودة يردد ٱلنّص مع كل تلميذ وتلميذةٍ ..

إنه فارس ٱلفصل ٱلْمغوار يجيد قيادة جيش ٱلْمتعلمين ..يقود سفينتهم نحو شطآن ٱلْعلم وٱلْمعرفة ليبحرُوا دونما خوفٍ أو كللٍ متأبطين سلاح ٱلْعلم ٱلْمنير ..ليتحرروا من براثين ٱلْجهلِ.

إن للمعلم في حياتنا ومساراتنا كل ٱلْفضل ..منه تعلمنا كيف نُجابهُ خضّات ٱلْحياة ببسالةٍ وشجاعةٍ ..
كيف نُمَرِّنُ أنفسنا على ٱلْحوار وٱلتّواصل ٱلْهادف وكيف نرتادُ آفاق ٱلْحلم ونمارسُ ٱقتناعاتنا بكل حرية ..
في فصله كانت أولى خطوات إدراك أوجه هذا ٱلْعالم وملامحه ..وعلى يديه تلقينا مبادئ وفَنّ ٱلْكلام وحملنا مشعل ٱلْأمَلِ ..
هاهو ٱلْيوم ٱلْمربي " إسماعيل" يزأر في ٱلْميدَانِ لا يعترف بتجاعيد نحتتها أيدي ٱلزّمن ..يُمَرّنُ نفسه ٱلْأبية على تمارين ٱلْإباء وٱلْكرامَةِ ويُرَدِّدُ شعار ٱلْوطن ..
منبت ٱلْأحرار 
مشرق ٱلْأنوار 

هاهي خطواته ٱلْواثقة ترشق ٱلظّلام ...

لا للوهن ..لا للوهن 
ٱلحرية ..ٱلكرامة مطلبه ..
هي مطالب عادلة لاتشيخ
    لا تتقادم ..
يقف شيخ ٱلْإدارة حازما يلعن سطور ٱلظّلام 
ينادي إلى ٱلْأمام ..
        إلى ٱلْأمام ..
ستنجلي خيوط ٱلظلام ..وتعود ٱلبسمة لك 
لكل ٱلْأجيال ..

شكرا لك معلمي ..قدوتي ..دمت سالما ..صامدا ستنال ٱلْمبتغى ولو طال ٱلْأمد ..






Share To: