***
مررتُ بإصبعي فوق شاشة الهاتف متصفّحًا التايم لاين، تتابعت أمامي الأخبار وعبارات العزاء، و "بوستات" لم أجد جدوى من قراءتها، ومشاركات لا قيمة لها أراد بها أصحابها المزاح.
أعلى يسار الشاشة كانت الأيقونة الحمراء تحمل رقمًا كبيرًا جعلني أترك التايم لاين وأتأمله، نقرتُ فوقه وانتظرت، فُتِحَت قائمةُ الإشعارات فوجدتها مكتظةً بنشاط الآخرين، يزعجني ذلك جدًا، لم أجد سببًا مقنعًا يجعل "فيس بوك" يرسل لي إشعارًا يخبرني فيه أن فلانًا قام بتحديث حالته، أو قام بنشر شيء ما، وما يزعجني أكثر، هو أن أجد إشعارًا آخر يخبرني أن فلانًا قام بالرد على حالة فلان.
كنت أتربَّصُ بشخص ما، كان يظهرُ حينما يظهر شخص بعينه، ويختفي حينما يختفي، لم يجد ما هو أكبر من "لاف" ذلك القلب الأحمر كي يطبعه على كل حرف يكتبه، وحين يقوم بالرد كان يختار أرق العبارات كي يلصقها في خانة الردود، لم يخل ردّه أبدًا من المزاح الذي يتبعه بالعديد من القلوب الحمراء، كذلك، كان يناديه باسمه المحبب إليه، ويغيب عن الدنيا متجاهلًا الآخرين، أو بالأحرى، متجاهلًا من يتربَّصُ به.
جلسَ يخطُّ بقلمه شيئًا لا يعرف ما هو، بلا هدف، لم يكن في ذهنه شيء بعينه، لكنه ترك لعقله الباطن مهمة إتمام ما بدأه قلمه، ليتفاجأ في النهاية أنه قد خطَّ ملامحه، لقد أفصح عقله الباطن دون أن يدري، عن ذلك الشخص الذي يفكّر فيه كثيرًا.
حينها، رسمَ فوق ملامحه قلوبًا كثيرة، أقصدُ، طبعَ على ملامحة الكثير من "اللاف".
****






Share To: