الحمد لله وكفى، وصلاةً وسلاماً على عباده الذين اصطفى .
وبعد،،،،،،،،،،،،،،
فلا يخفي على شريف علمكم، ولا يغيب عن أذهانكم، أن المسجد الأقصى واحد من أهم البقاع الإسلامية، والمعالم التاريخية، والمقدسات الدينية .
فهو أرض النبوات، ودرب البطولات، ومهد الحضارات، وملتقى الديانات، ميراث الأجداد، وفخر الآباء والأبناء والأحفاد .
المسجد الأقصى البيت الذي عظمته الملل، وتليت فيه الكتب، وأكرمته الرسل .
ولقد سجل القرآن الكريم مكانة المسجد الأقصى، فقال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الإسراء: 1)
وتكمن أهمية المسجد الأقصى في هذه الآية الكريمة من خلال أمرين أساسيين:
أولاهما: وصف الله تعالى المسجد الأقصى بالبركة من حوله، وهذا دلالة إلهية على بركة المسجد وقدسيته ومكانته، بإحاطة جوانبه بالبركات الدينية والدنيوية .
قال الإمام السيوطي: فلو لم يكن لبيت المقدس من الفضيلة غير هذه الآية لكانت كافية، وبجميع البركات وافية؛ لأنه إذا بورك حوله فالبركة فيه مضاعفة .
ثانيهما: أن العناية الإلهية شاءت أن يكون الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم ختاماً ونهايةً إلى المسجد الأقصى وصلاً للماضي بالحاضر، وتقديراً لمنزلة البقعة المباركة، المسجد الأقصى الذي عاش طويلاً تنشر على ظهره الهداية، ويستقبل في رحابه النبوات . 
ومما يزيد المسجد الأقصى فخراً وشرفاً وقدراً أنه: 
* أولى القبلتين: يتجه إليه المسلمون في صلاتهم، وقد ظل ذلك ستة عشر شهرا، عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: صلينا مع النبيِّ نحو بيت المقدسِ ستةَ عشرَ شهرًا، أو سبعةَ عشرَ شهرًا وصُرف إلى 
الكعبة ( أخرجه البخاري) .
* وكذلك فإن المسجد الأقصى أحد المساجد الثلاث التي تُشد إليها الرحال، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى" (رواه البخاري) 
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: (في هذا الحديث فضيلة هذه المساجد ومزيتها على غيرها؛ لكونها مساجد الأنبياء، ولأن الأول: قبلة الناس وإليه حجهم، والثاني: كان قبلة الأمم السالفة، والثالث: أُسس على التقوى.
* ومن الأمور التي جعلت للمسجد الأقصى يتبوأ المكانة العالية، والمنزلة الرفيعة، والدرجة السامية أنه ملتقي الديانات، قال ابن كثير رحمه الله: بيت المقدس الذي بإيلياء معدن الأنبياء من لدن إبراهيم الخليل عليه السلام ولهذا جُمعوا له هناك كلهم فأمَّهم في محلّتهم ودارهم، فدلَّ على أنه الإمام الأعظم والرئيس المقدم صلوات الله وسلامه عليه و عليهم أجمعين.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: نعم المسكن بيت المقدس، القائم فيه كالمجاهد في سبيل الله، وليأتين زمانٌ يقول أحدهم ليتني لبنة في بيت المقدس. 
قال عبد الله بن عمر رضي الله عنه: بيت المقدس بَنَتْهُ الأنبياء وسكنته الأنبياء ما فيه موضع شبر إلا وقد صلّى فيه نبيّ أو قام فيه ملَكٌ.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد ٍ وعلى آله وصحبه وسلم .






Share To: