مِن سلسلة : تـ.......ـلاشـ...ـي و تبـــــايُـــن
لماذا اليوم إبنة في أحَد عشر عامًا تسألني : هل أهل فلسطين و غزة مسلمون أَم يهودا..!!!
يصغرها إبنٌ يليها بسؤال : و ما هو الأقصى ؟!!
بل أكبراهما سنًا - في ستة عشر عامًا - تترى هي الأُخرى بإستفهام : كم مسافة الفرق بين دولة إسرائيل و دولة فلسطين؟!!
انتظروا فلاتعجلوا على إجابة أسئلتهم و لا تتعجبوا مِن خلوِّهم زُلالة أمرهم حتى و إن وضعنا علامات التعجب.
تريثوا ريثما تجيبوا أنفسكم إجابات هي أليَن مِن الأولى و أأسف.. و حتى تدرأوا عن أنفسكم عذاب تلك الأسئلة على مسامعكم و لربما غير مبالين...
غير مبالين و لا متساءلين عن تراب عربي مسلم ينبت فيه ثمر جيل خائس و أنتم أهله!! كما أنه ليس إهمالكم فقط ، بل عن إهتمامكم تعليمهم ثغور الحروب الداخلية الأهلية الفئوية الحزبية و حروب المصلحة الذاتية و سلامها دون غيرها!!!
إن التركيز في ذرات القضايا على المخ البشري يفقده جسم القضية المركزية بحد ذاتها و بدرجات متلاشية عبر الزمن ، و هذا ما تُحقٍقُه العداء نحو عدوها بـدسِّ الخلافات على أطراف العدو ليصل إلى فَرقعة كبدها.
ناهيك عن ظواهر النسيان التى تؤدي مغارتها إلى الإنسجام مع الظُلمة الدامسة ، و الإعتراف بأحقيَّة الإحتلال للأرض التي هو عليها بما عهده طيلة فترته و فترة أبيه لإستقرار الإحتلال ، يحدث هذا للإجيال المتوالية إن لم نتلافها.
و لولا هذه الإستراتيجية لما ظل الإحتلال بجزء مِن تلك الأراضي و لم يحتلها كاملة كلقمة واحدة ؛ فهذا الإتبتلاع أمر خارق للعادة تتحول تكبُّد في حلق الإحتلال يؤديه إلى الموت مِن نهضة الشعوب استنكارًا يثيره الوحشية الغير معتادة.
و لكن اللقمة الصائغة للإحتلال هي الإستيطان المُجزَّأ توسعًا ، و محاربة المقاومين فترة ثم هدنة بتكرار نفس السيناريو ، و منع المصلين فترات مِن المرَّات كقياس لنبض تلك الشعوب بعد تمزيقها و تنسيتها قضيتها حتى التأكد مِن جثة هذه الأمة ما إن خلت أو تخلت.
يحدث كل ذاك تباعًا بجفاف السرد المفصَّل للأجيال عن الأرض العربية فلسطين إزاء ما يجري من تشطير في العرب نفسه.
ليبدو أقل حيلولة الحال لعدم تلاشي القضية إلى الأبد و و عدم تباين الإحتلال دولة هي تواصي و توريث الأجيال لُب القضية كأضعف واجب حصلوا عليه ، مما يعكس تركيز عدسة الأبناء إلى الحق المطلوب تصويره على ذواكرهم ، ليكونوا مِن بعدهم أمة لا يُتلاعَب بها و أولو عزم مِن ذي قبلهم.
فيا أيها الأبناء إن فلسطين دولة عربية إسلامية منذ الأزل لم تخضع يوما لإحتلال و محافظة غزة درعها المقاوم في زمن الخذلان ، و الأقصى القبلة الأولى للمسلمين و ثالث الحرمين الشريفين ، و فضل الصلاة فيه ب 500 صلاة فيما دونه و دون الحرمين ، أما إسرائيل فهي كيان صهيوني محتل مِن الجاليات اليهودية هاجرت إلى تلك الأراضي الفلسطينية و توالت بعدها أحداث و أحداث حتى اليوم فليقصها عليكم الأباء قبل سِنَّكم هذا إن كانوا يفقهون.
Post A Comment: