______________
 
تَأهُّباً لِحَفْلَتِنا
أقِفُ أَمَامَ مِرآتِي
بِوجْهَينِ
عَجُوزٌ مُتَجَعِّدَةٌ مِنَ الدَّاخِلِ
وطِفلةٌ نَاعِمَةٌ
مِنَ الخَارِجِ
بِبَرَاءَةٍ تَكْشِفُ قُبْحِي .
أيُّ وَجْهٍ لِهَذِهِ المُنَاسََبِة 
لَكَ أرْتَدِي ؟
مَنْ يَدُلُّنِي 
بِأيٍّ مِنْهُما أَقْتَدِي؟
وكَيْفَ أَكونُ بِمَزَاجٍَ جِيّدٍ
للتَّعَارُفِ حِينَ نَلْتَقِي؟
تَتَسَاءَلُ حَيْرَتِي .
 
أَضَعُ رُتوشًا إِصْطِنَاعِيَّّةً
مَاسْكَارَا 
ظِلَالًا عَلَى عُيُونِي 
لَوْناً أَحْمَرَ عَلَى وِجْنَتَيّْ
وعَدساتٍ لاصِقَةً 
أَغْمِسُ وَجْهِي فِي بُودْرَةِ النََّضَارَِة
أَرُشُّ خَصَلاتي بِمُثَبِّتِ الشَّعْرِ
أُلَمّعُ شِفاهِي 
بِالأَغَانِي.
أَتَدرَّبُ كَعَارِضَةِ أزْياءٍ 
تَتَبَخْتَرُ بِجِسْمٍ نَحيلٍ
بِتَقاسِيم ضَيِّقَة
وحَرَكاتٍ فَضْفاضَة الإِيحاءِ
بِجَدائِل مَفْكُوكَةٍ
وأَساوِرَ غَجَريَّة
أَرْبِطُ بيْنَ حَرَكَاتِ الجَسَدِ ورُوحِي 
عَلَى إيقاعِ كَعْبِ الحِذَاءِ
أستَمِعُ إلى صَيْحاتِ المُوضَةِ
لِآخِرِ الرِّجَالِ
لِتُواكِبَ تَصامِيمي
المَحْفَلَ الخاصَّ بِآدائي
 
مِن فَرْطِ التَّنَوُّع 
كُنْتُ معَ نَفسي 
كأَصْدِقاءِ السُّوءِ
حَادَّةَ الشّغَبِ
خَلاَّبَة جِدّا
شُعْلَة مُدلَّلَة
تَقْتَرِبُ مِنْ سُرْعَةِ الضَّوْءِ.
حادّة اللَّهَب
وكِدْتُ أَنْ أَذْبَح خَيالَك َ
بِشَضَاياَ مِرْآتِي
عَنْ كَثَبٍ
لِأتقمّصَ وضْعِيَ الوَهْمِي
ارْتَدَيْتُ أَحاسِيسَ مُفَصَّلَة 
عَلى غَيْر مَقاساتي!
ولِأُشوِّشَ التِّكْرارَ في تَعابيري
رَكَّبْتُ ابْتِسامَتي 
وبِحِسٍّ فنّي
أَخْرَجْتُ لَك كُلُّ الإِناث 
الَّتِي بِداخِلي
بِاسْتِثْناءِ نّفْسِي.
 
خَرَجْتُ إِليْكَ
بِتَنّورةٍ قَصِيرةٍ 
تَكْشِفُ عَنْ سَاقِ ارْتِبَاكِي.
رَكِبْتُ المَصْعَدَ الكَهْرَبَائِيَّ
وعَبَرْتُ فِي نَفَقٍ مُظْلِمٍ
وَتَرَكْتُ وِشَاحِي 
يُلَوِّحُ لَكَ لَحْظةَ وُصُولِي
 
لِأَنِّي أحْبَبتُكَ عَكْسَ 
عَادَاتِ وَتَقَالِيدِ النِّسَاءِ
خَالَفْتُ فِطْرَتِي 
فِي أبْهَى مَرَاحِلِ العُمْرِ
كَطِفْلَةٍ مُرْهَفَةٍ
أَعْطَيْتُ هِنْدَامِي الأَنِيقَةَ 
الَّتِي لَمْ تَكْبُرْ عَنِ اللّعِبِ
فُرْصَةً لِلظُّهُورِ.
 
وكَعَجوزٍ
أَطْلَقتُ تَجَاعِيدِي 
اعْتَمَدْتُهَا الوَجْهَ الإِعْلانِيَّ 
لمُسْتَحْضَرَاتِ التّجْمِيلِ
وَلِأَنِّي أَبْحَثُ عَنْ قَلْبٍ
يُؤْمِنُ بِي قَبْلَ أَنْ يُحِبَّنِي
وَقَفْتُ عَلَى عََتبَةِ البَوْحِ
وَلَكِنَّكَ لمْ تُدخِلْنِي 
لَقَدْ كُنْتُ حَادَّةَ الصِّدْقِ
لِدَرَجَةِ أَنِّي
طِرْتُ إِلَيْكَ 
وَنَسِيتُ ارْتِدَاءَ وجْهِي
ولِأنِّي أُنْثَى جَامِحَة 
وَتَعْجِزُ صَيْحَاتُ آخِِر الرِّجَاِل
 عَنْ تَرْويضِي
فَكَكْتُ عُقَدَ العَرْضِ
سَحَبْتُ حُضُورِي
مُخلِّفَةً قَامَتَكَ 
المُسَنّدَةَ كَالخُشُبِ
عَلَى الكُرِْسيِّ
َوتََركْتُ لَكَ جُورِيَّةً
عَلَى طَاوَِلتِي .
 
عَلَى مِنْوَالِ الأَنِيقاتِ
نَزَعْتُ قِنَاعِي
وخَتمتُ حَفْلتَنَا التَّنَكُّرِيَّةَ
عَلَى شَرَفِ الكَذِبِ !
________








Share To: