أمسكتُ بقلمي والمشاعر من حب وشوق وكره تتقاتل بداخلي، أردتُ الكتابة لأَخرُج من إكتئابي وأُخرِج ما بداخلي... لكن ما حصل ليس ما كنتُ أظنه، فنتيجة القتال الحاصل في داخلي، والصراع ببن القلب والعقل وكثرة التفكير الذي لا يُفوّت ذاك العزيز فرصة لتذكيري بأنه مرض يسيطر على قلبي ليزيد بي الأسى عوضاً عن تخليصي من معاناتي... شعر القلم بالذي يحصل في داخلي ومن حرارة يدي المرتفعة بسبب الحروقات في داخلي - رغم برودتها الدائمة - تأثّر بي فبدأ ينزف على الورقة الحروف راجياً النجدة لنفسه لإفلاته من يدي، كنتُ أظنه سيرجو النجدة لي وأنه بعد أن شعر بما في داخلي سيقف بجانبي لكنه هو أيضاً لم يحتمل البقاء بقربي، وكيف سيبقى أظن أنه حاول مساعدتي لكن الدمعات، التي أصبحت صديقتي المقربة التي لا تفارق جفناي، اعترضت طريقه وبللت الورقة فأتلفتها ولم تعُد صالحة لإحتواء الكلمات... ربما القلم لم يكن يرغب منذ البداية بالبقاء بين أصابعي وكل ما كان يرغب به هو ممارسة الرياضة على ورقتي وهو يعلم بأني مبدعة بمراقصته بين الحروف وكان هدفه هو الحصول على المديح بفضلي بعد نشر إبداعنا المشترك، ولكن بعد إلتقاطي له وإنتقائه من بين الكثيرين وبعد إحكام قبضتي عليه وبعد رؤيته جانبي المظلم، يبدو أنه شعر بالإختناق، فضّل البُعد والإفلات متخلياً عن كل جميل قدمته له وعن كل المديح والسلامات التي قُدِّمت له بفضلي... مدينة له بإعتذار لأنه لا يستحق هذا القلم كل هذا الألم وأوجعني رؤيته ينزف بسببي! لكني لن أرغمه على البقاء في يدي ولن أحاول الإمساك به وإرغامه على خطّ كلماتي ولن أعطيه شرف أختياري له في المرة المقبلة التي أرغب كتابة الجميل المُفرح فلم يقف معي في كتاباتي المُبكية، فمن يتركني في الظلام لا مرحباً به معي تحت ضوء الشمس، لكني سأبقى أفضل منه وأضمد ما سببته من جراح نتيجة تأثّره بما هو في داخلي وأعده أني لن أريه إياها من جديد... سلاماتي لك يا قلمي الجميل المفضل لكن من بعيد دون ملامستك خوفاً عليك لعدم إيذائك والتسبب بنزفك من جديد.








Share To: