أحاول , كم أحاول عنكِ بُعـدا
وأغلق باب قلبي عنكِ قصدا


وأسدل كلّ أســتاري حزينــــاً
أواري خيبتي , وأعيش سُهدا


هنا وحــدي , ويقتلني حنيني
أجادل خافقاً لم يرضَ صــدّا


أصارع شوق روحٍ مثل مـوجٍ
يميد بأضلعي جـــزْراً , ومــدّا


لماذا كلمــا حـــــاورتُ قلبي ؟
أخبّئ دمعـــة المهزوم عمـــدا


أقول : أنــا بخيـــرٍ يا صديقي
فيضحك , ثم يبكي , ثم يهـدا


ويتركني لأعبُــر بحـــر حزني
عسى أرتاح , أو أعطيـــــه ردّا


ظباء الفكر تســرح بيْ , وأبقى
أُناطر من وراء الصمت وعدا


كأني كلما أطفـــأتُ نــــــــاري
أعدتِ لها بطيفٍ هلّ وقْــــدا


فلا بعـــدٌ يداوي ليْ جراحي
ولا قُـربٌ , وقد أُنهكتُ وجْـــدا


إذا ما جئتِ فـــرّ القلب منّي
نسيتُ بأنّني أعطيتُ عهــــدا


وأســـلو في دُنى عينيكِ أنّي
حلفتُ بأن أُطيل عليك بُعدا


فما لي عدتُ كالمجنون أهذي ؟
ونحْلي راح يقطف منكِ شهدا


وبستاني تأنّق بعد جـــــدْبٍ
فقد أحييتِ مثـل المـاء وردا


على شفتيَّ أســــئلةٌ حيـارى
تراودني , فأفقد منكِ رُشْـــدا


متى؟ أو كيف ؟ أين سألتقيها ؟
كحُلمٍ صرتِ ,حين رضيتُ زُهدا


كأني ريشـــةٌ بمهبّ ريــــحٍ
متى نــار الغرام تصير بـردا ؟


كفاني أنني قد عشتُ حُلْمــاً
وأني لم أزلْ أهـــــواكِ جـدّا


فأنتِ فريدةٌ في روض روحي
ولا بين النساء وجدتُ نــــدّا

















Share To: