كان التسول مجرد فكرة يلجأ إليها البعض لأجل تلبية قوت يوم واحد في الماضي ولكنه صار كهدف أو وسيلة للعيش أو وظيفة في الوقت الراهن مع الأسف الشديد فهو يعتمد علي الذل والهوان و تقليل الكرامة ولا أدري لِمَ يضطر إليه البعض و هم في كامل قواهم البدنية والعقلية و يقدرون علي العمل ؟ ، لِمَ يعرض البعض أنفسهم للمهانة مع إنهم قادرون علي رفع شأنهم و كسب قوتهم بطرق أكثر رقياً و كرامة ؟! ، ولقد صار الأمر كل مدي في حال مترديه أسوأ من السابق فقد تحول التسول لوسيلة للنصب و النشل و الاحتيال والسرقة فلم نعد نقدر علي التفرقة بين الفقير من غيره وأصبحنا نفكر بروية قبل منحهم تلك الأموال خوفاً من عقاب الله علي تضييعها فيما لا يفيد ، فهؤلاء بحاجه لمَن يرشدهم ويوعيهم لمصالحهم علَّهم يفوقوا من الانجراف وراء تلك الأمور المُتَّبعه في المجتمع بدون أي تفكير في الكرامة و عزة النفس ، فليحاول أي فرد أن يؤجل إعطاء الأموال لحين إيجاد مَنْ يستحقها وهذا أيضاً يعتمد علي النية فالله يحاسبنا دوماً عليها فنحن أقل من نحكم علي أحد من مظهره أو خلافه و لكن طرق التسول الشائعه بشكل مبالغ تجعلنا لا نضمن هل تصل أموالنا التي وهبنا الله إياها لمن هم جديرون بها لمن سَلبتهم الحياة حقهم في المعيشة بطريقة آدمية مُرضيه تكفي حتي قوت يومهم علي أقل حال أم أنها تضيع هدراً مع الأشخاص الخاطئين فنحن لا يجب أن نُلْقِي تلك الأموال دون وعي بل يتحتم علينا التأكد من السبيل الذي ستذهب إليه أو توجيهها لمصادر موثوقة خشية من إهدارها فيما لا ينفع ومع مَن لا يستحق فهي رزق وفير من الله ، فيبقي الأمر مُحيِّراً للكثير منا بين رغبته في إخراج حق الله في المال وبين خوفه من ضياعه فيما لا يُجْدِي فهو يطمح أن تذهب أمواله في طرق صائبه لأنها منحة من الله له وسوف يُجازَي علي إزهاقها في طرق غير سليمه أو لأناس يعتمدون علي النصب أو طرق التسول أو خلافه ، فلنُحكِّم عقولنا و نتصدق بتلك الأموال للمؤسسات الخيرية التي توجهها لمن هم أهل للثقة و متأكدين من حاجتهم الفعليه لتلك الأموال فهم يعانون من الفقر و غيره من المشكلات التي لا يدري أحد منا عنها فهم تحت خط الفقر بالفعل و يحتاجون لمن ينقذهم وينتشلهم من تلك الطبقة التي يعيشون بها فلقد خُلِقْنا طبقات حتي نشعر ببعضنا البعض محاولين مساعدة غيرنا عَلَّ تلك المساعدة هي ما تأخذ بأيدينا لطريق الجنة و ترفع من قدر الأعمال الصالحة في كافة الحسنات التي تخصنا و تجعل مصيرنا كما نتمني ، فمهما كان الحال فلقد عَظَّم الله النفس ورفع شأنها ولا أدري لِمَ يلجأ البعض لإذلال أنفسهم مفضلين ذلك عن الإرهاق الجسدي الطبيعي الذي قد يتعرضوا له في أوقات العمل فجلب الرزق بعرق الجبين أصعب طموح يسعي له أي امرئ و يظل يكافح حتي يصل لتلك المرحلة من الاعتماد الكلي علي الذات ما دام قد عافاه الله في بدنه و صحته فلِمَ لا يستغل تلك المنح و العطايا التي وهبها الله إياه لجلب رزقه بطريقه إيجابية مشرفه غير مهينه أو جالبه العار له ...






Share To: