---------------------------------
شُموسُكِ وهجُ نورٍ للشّروقِ
وأنفاسُ الحياةِ بذي العروقِ
وَمُخْضَرُّ الثّرى يرويه طُهرٌ
يصير التّربُ أحمرَ كالعقيق
ترابُكِ طينهُ مسكٌ وعطرٌ
يفيض الحبُّ منهُ بالرّحيقِ
على السّبع الطِّباقِ عَلَوتِ فخراً
وراياتُ الشّموخ كما البروقِ
وعنك الدّهر والتّاريخ يحكي
عن النّسبِ المُعَلّى والعريقِ
ويحكي عن بطولاتٍ ونزفٍ
وعن جرحٍ وعن وجعٍ عميق
تُحَامي عن وجودك في صمودٍ
وكم أدنيتِ من أملٍ سحيقِ !
بوجه الغاصبينَ وقفتِ طوداً
وأجساداً زرعتِ على الطّريقِ
فلسطينُ الأبيّةُ لا تُبالي
بمَن باعوكِ في سوقِ الرًقيقِ
ولا بالعُرْبِ في لؤمٍ تَبَاكَوا
إلى صهيونَ أمرهمُ الحقيقي
ولا بالغاصب المُحتَلِّ يبغي
ويسرقُ منك أنفاس الشّهيقِ
فلا الأعداءُ تُرهبُ فيك نبضاً
ولا الأبطال تأبهُ للنّعيق ِ
فشعبُكِ صامدٌ حرٌّ أبيٌّ
وَمَن عادوكِ في الذّلّ الصّفيق
برغم الأسر هبَّ كعصف ريحٍ
يصبُّ الحربَ موتاً للطّليقِ
أبابيلُ الحجارةِ في يديه
كأنّ شواظَها شُعَلُ الحريقِ
ويعزف للتّحدي لحن حقٍّ
على وتر البطولاتِ النَّطوقِ
أباةُ النّفس ذادوا عن حياضٍ
على نهج المقاومةِ الأنيقِ
فيا أحرار أمّتنا تَعَالَوا
نَشُدُّ العزمَ بالرَّأي الوثيقِ
وثوروا مثل " غَزَّةَ " إذ تنادي : 
ألا ياعصبةَ الشَّرِّ استفيقي 
فمهما طال ليل البغي ننجو 
ليالي الظّلم فجراً لن تعيقي
إلى الأقصى عيون القلب ترنو
ومن أسرٍ نخلّصه وضيقِ
لأجلك يافلسطينُ انتفضنا
نبذنا طَيّبَ العيشِ الرّقيقِ
وماضعفت عزيمتنا بيومٍ
ولم نحفلْ ببعضٍ من نهيقِ
لأجل القدس أرخصنا دمانا
نصوغ النّصر بالوعد الصّدوقِ
ألا إنَّ الجهاد لنا طريقٌ
شهادتنا المنارةُ ياصديقي
فما أحلى التحامَ الصّفّ منّا
إذا اجتمع الفريقُ مع الفريقِ
أيا أرضَ الرّباطِ الكلُّ يسعى
إليك مهرولاً سَعيَ المَشُوقِ
يقول : " اللّه أكبر" سوف تبقى
هنا في القدسِ والقلبِ الخفوقِ
فلسطينُ الحبيبةُ ذا سلامي
تحيّةَ عاشقٍ صَبٍّ شَفيقِ
تغنيّكِ المشاعر والقوافي
مدى الأزمان في حُبٍّ دفيقِ
________
البحر الوافر 






Share To: