تنقشع الغمة وتنجلي الملّمات، لتُبحر في عالم الخيال لتقوية علاقاتك بمن حولك، فتسعى دائمًا لإرضاهم.

فتُوضع أمام أعيُنك حجاب براءتهم، وتَنهمر عليك خيوط الود لشدك إليهم، وتنهال الكلمات المعسولة بغطاء التزيف،  ظنًا منهم ألا تنقشع تلك الأقنعة المزيفة والبراءة المُتّصنعة .

ولكن حينما تسقط أقنعتهم وبراءتهم المزيفة، يستدل الستار من أمام عينيك، لترى ما كنت لا تراه، فترى حينها وجوهًا عليها غبّرة، ترهقها قترة.
يحاولون التغلغل في المجتمع بين أفراده بتلك الوجوه، والتنقل بينهم لِيصبُ القبح وينتزعُ السعادة، وهكذا إلا أن يومًا سيُطردون، لأن المتلونون يصعبُ العيش معهم، وكيف أن يكون التآلف والوداد مع إنسان كنت تظنه الدواء الشافي لجرحك، وصرحك العالي في بنيانك، وحلمك الوردي لأملك، وإذا به يهوى أمامك وتنكشف حقيقته عند سقوط أقنعته المختبىء وراء براءته المزيفة.

يقال أن بعض  البشر ماهم إلا عبارة عن أقنعة مزيفة، فعندما يكون الإنسان مثل عملة، بوجهتين، فإنه يقضي كل عمره منتقلا بين جيوب الناس.

ويقول إرنست همنغواي" إن جميع الأمور الشريرة تبدأ من البراءة"

فكن صاحب نظرة فاحصة، وعقلٍ ذكي يفسر تلك النظرة وما وراء تلك البراءة، لا تكون هدفًا لكل من جاءك وأنت لا تعرف ماذا يُخفي وراء براءته المستلذة، فمن رام معرفة صدق الوجوه فليتأمل في المواقف سيرى حقيقة الوجوه عند حاجته.

وأنتم يامن تلبسون البراءة قناعًا ، احذروا التّصنع، وكونوا صادقين في كل تصرفاتكم، فلماذا تحبُ التنقل بين جيوب الناس، احترام تلك القدرة التي تملكها، واستغلها بما يُفيد لا بما يُخسرك من حولك.






Share To: