لاشك أن مايعيشه البعض الآن من توهان واسئله عديدة تدور في الذهن مثل ساقية تدور بشكل مستمر ولكنها بسبب الحياة والاندفاع بسرعة الرياح للحاق بالحياة يفقد الإنسان شعوره بكونه شخص موجود في الحياة، وتنحصر معظم حياته في إشباع الغرائز الأساسية بدون إجراء أي تقدم ملحوظ في ميادين الحياة.
ثم يفقد حاسة مهمة بعيدة عنه أو أنه حتي الآن لم يسمع بها من قبل إنها "الإدراك" ويمكن تعريفه من وجهة نظرنا المتواضعة: الحاسة الخفية التي ترشد الإنسان لاتخاذ القرار الصائب عندما تتكاتل الحياة بالطعن في المخ البشري وهو عاجز عن إيجاد مفتاح الفرج.
لماذا يحتاج الإنسان الإدراك في حياته؟
تخيل إنك تمشي وقد أخبرتك أن هناك حفرة في الخلف ولكن المكان الذي ستذهب إليه مظلم، أذكر أنني أخبرتك أن هناك حفرة وأنت استمريت في الرجوع خطوة بعد خطوة هوت قدمك في الحفرة بعدها جئت في غضب عارم تسب وتلعن "ماهذا أيها الأحمق المتعجرف اتريد أن تقتل روحي"
معظم مايحصل مع الناس الآن يمكن تسميته "بسباق الفئران " وهو أن تخطف مبتغاك وتجري بسرعة وراء ما بعده. تأتي من شغلك منهك القوى تخبر زوجتك وحبيبه قلبك هذا إن صح القول بعد أن تتزوج!
تأكل وتضرب الولاد بعدها تهرع إلي النوم الذي نقضي فيه معظم عمرنا، وهكذا بنفس النمط إلي أن تجد نفسك قد شارفت على توديع الحياة بدون أي بصمات في الحياة تدل عليك وهكذا يأخذ احلامه وبل حياته كلها معه في المقابر.
بينما هناك من يجد الحياة فقط تكمن في الشهوة والتلصص بنظرة على أجسام الفتيات الفاتنة التي قد تنهي حياته بل تصيب القلب والروح بشلل لايمكن السيطرة عليه بسبب أن تلك النظرات الماجنة تمكنت من روحه وعقله، وهو هنا إذا لم يمتلك من ينصحه فعليه البحث عن عنوان هذا المقال في ذهنه ليعرف نفسه أين هو الآن؟
التقليد الاعمي تجده يتجسد الآن في الجميع وليس شخص في ذاته بل بات الجميع يكرر "أنظر لموضة الفنان والفنانة سأرتدي مثلها" وهكذا مع تكرار تلك السلوكيات العشوائية تجد في النهاية لقب هذا إنسان عصري... أي عصري تقصد؟
"اتقصد تلك الملابس الممزقة التي كنت تتهم الفقراء بها من قبل بالرجعية والتخلف؟" وأنت الوحيد الآن العصري ملك العصر "أنا اواكب العصر الآن وأنت متخلف دعك مني"
ألا ترى أن الدنيا مسلطة عليك وأن النفس صارت مبتغاها الوحيد هو البحث عن الإعجاب المتمثل في الحكم بالمظهر، حيث تجد الأقوال:
فقدان الهاتف أغلي من فقدان الكرامة
أصبح الحرام مجاني والحلال مكلف لدرجة جنون العقل
مرحبا بك في كسر الخاطر وهذا هو الصراحة والنصاحة والطيبة أصبحت هبل وصاحبها منبوذ من نفسه وغيره
مرحبا بك في عصر العري قمة الجمال والتأنق ووداعا لعصر التحشم الملئ بالرجعية حيث أصبح عنصر الجمال هو عامل الجذب الأول عند المرأة.
مرحبا بك أنت في عصر الأمنيات ولكن العجيب الشباب إذا لم يحصلوا على مبتغاهم يفرون بسرعة إلي غرفة الفراش ووضع أغاني الحزن وخاصة عبدالحليم "تركتني وذهبت تلك الخائنة" ثم يمضي أكثر من 6 أشهر في حزن حتى يصيب جهازة العصبي بالتخلف والسماح بتمكن مرض الإكتئاب والقلق من جسده حتى يعيش حياة تعيسه لآخر نفسه يلفظه في الحياة.
يأتي بعد ذلك سلوكيات الفتيات من وضع سكينة معجون من مبيض المحارة في وجهها ووضع قلم شفاه أحمر يكفي ليغطي مدينة كاملة بقلوب حمراء. بعدها تأتي موضة تقصير البنطال وخصوصا تنيه والسير كثعبان له أقدام وخصر يرقص يمينا ويسارا فقط من أجل الظن أن هذا من ضمن صور الثقة بالنفس، عجيب أمر تلك الثقة بل كلمة الثقة لو رائتكم هكذا لحمر وجهها خجلا مما تراه أمامها في أن الجنس المحافظ يفقد حيائه وينقلب يعاكس الأولاد..لك أن تتخيل ذلك عند نزولك الشارع. بل باتت الشتائم علي النت لفتيات محترمات، فتذهل أنهن يتكلمن عن الأعضاء الجنسية للامهات.
السؤال الآن
لماذا أنا أفعل كل ماتقوله وأنت أصلا مصاب بداء التخلف كما تدعي الدول المتقدمة اعتبار كل ماهو نامي كائن بدائي ومتوحش لم يصل حتي الآن لمرحلة التقدم واعتبار أن مايود أن يلحق بعجلة التقدم عليه أن يركب الحافلة القادمة، ولكن هذا الرأي خطأ لأن كل مامرت به الدول الغربية هو نتاج نهب ثروات الدول المتخلفة وهي نائمة في الصراع بينهم، بعد ذلك يأتي إليك بمفهوم الدارونية لكي يضع في ذهنك الفارغ سم في عروقك وأنت ساذج تأكل الطعم عن طريق أشخاص تشكك في نفسك مرة بعد مرة في ربك ودينك إلي أن تجن وتخرج عن عقيدتك.
من المهم جدا الاضطلاع إلي مفهوم التخلف والتقدم وذلك لمعرفة أن التخلف هو طريق الشيطان المتمثل في الحياة الدنيا بدون وجود هدف للإنسان في حياته بل أنه حتي فقد مفهوم الآخرة وأن هناك حساب وعقاب. أتعلم ذلك يذكرني بذلك الصبي الذي دخل سوبر ماركت هو وحبيبته بدأ يغترف كل ما طاب ولذ وهي تأخذ الشيكولاته جلاكسي ولمبادا ثم يظن أنه سيفر بعد ما أكل وتمتع بكل ما اشتهت عيناه ولمست يداه رؤيته من أشخاص وأي سلوك وفعل يمكنك أن تتخيله أنت في ذهنك... ثم يظن أنه سيهرب بفعلته وها هو والفتاة تخرج رجلهم لتظن أنها تغادر باب السوبر ماركت ثم تشعر بأن هناك يد تسحبه من الوراء "الحساب يا أستاذه وأنت والأستاذ هي وكاله من غير بواب"
هذا مثال بسيط لمفهوم الدنيا والآخرة أن تظن أنك ستدخل الجنة بدون حساب أو أن تذهب لشخص تحسبه أنه سيشفع لك عند ربك وهو نفسه بعيد عن ربنا كيف ذلك؟
والعقل يعمل بالأولويات علي حسب ما تضع في ذهنك ستجد أن العقل يبني عليها وأن آخر سلوك وفعل من شخص كان مقرب منك وبسبب أخر سلوك بدأت تكون رأي إنه سلبي أو إيجابي. هذا يفكرني بشدة تجربة بافلوف كلما قربت المثير زادت الاستجابة حتي تصير عادة في العقول لذا قبل أن تضع في ذهنك عادة أو سلوك عليك أن تعلم هل أنت مجرد مقلد؟ أم شخص مبدع في اختيارك؟ أم شخص تدرك تماما ما تفعله؟
لك الاختيار في أن تكون مجرد تابع مقلد لسلوكيات تغضب الله عليك وتغضب أيضا نفسك عليك وتجعل اعضائك تصب غضبها عليك وأنت مجرد ثور هائج في الحياة ضع نقطة الإدراك في ذهنك ودعك من السلبيات
كن مبادر وضع هدف يفيد نفسك وغيرك.
Post A Comment: