عارِك الآخرين بعلقك المكتمل لا بقلبك الصغير الذي لا يقوى و إن كان وسيعًا ، فثمَّة إيذاءات غير يتسع لها قلبك ـ ما إذا إمتلكت هذا النوع ـ فتتخطى وقت ما يطول حسب اتساعه فيطلقون عليه "صبرًا " لكنه أبدًا مع التراكمات و الترسبات لن يطول التحمل فقد كان كبيرًا لا سميكًا ; أي يحيط بـ سفاسِف تُرهات المذنبين دون أن تتزايد ما لم فسيعكر صفوته حتى الإنفطار ، و حينها يقولون : "نَفِذَ الصبر" و نفاذ الصبر يمحو للصبر إسمه ، يعقبَهُ غضب تلظَّى لا يصلاه إلا الأشقى.

إذن ، هل عليك تسميك قلبك ليتحمل الأذى أكثر و تتعدى؟؟
لا،  و لن تتعدى ، بل برملتَ قلبك كـ وعاء مخلفات تتصاعد رائحته الضاجة على جيوبك الأنفية أو بالمقصود منه على جيوبك العقلية.. و منها إلى أمراض عقلية تتطور إلى نفسية.

أدركتَ الآن أن لو كان قلبك رقيقا كالسابق أهون!!
- لا قلب شفافًا رقيقًا و لا سميكًا قويًا ، فماذا عساه أن يكون!!؟
دعك مِن القلب و ما غلفهُ و ارتقِ إلى عقلك فمِن هناك كان مَصَب و فُتحة ما يتلقاه قلبك....... معناه تستطيع التحكُّم على الشوائب البشرية مِن هنا مِن بين شعيرات مخك ، فكلما أشعلوا نارًا للقلب أطفأه العقل.
- و كيف يستخدم العقل مِطفأتهُ؟!
اللامبالاه تُلاشي تافهات ما يلقيه الأخرون قبل توجهها إلى القلب فينتهي الأمر عند العقل ، و هو كذلك العقل أجاد ما استخدمه.

- قلتَ تافهات ما يلقيه الآخرون.. ماذا عن كبائر ما يُلقُون؟ أيُّ مِطفأه يقتادها العقل؟ 
هنا التفكير بالمصلحة النفسية و إدراك مدى خطورة أن يصل ذلك إلى القلب.
فمِن التفكير بالمصلحة النفسية :
 ما بالي أأججُ شيئًا ليس له عِلاقة بي ما دمتُ واثقًا بعدم إنطباقهُ عليَّ !! ثم إنهم يحققون مرادهم إن ظليتُ 
أتوعَّى مُثقلاتهم! 
بل أنا مشترك معهم في إيذاء نفسي لأني واجهتُهم بقلبي و ليس بعقلي ، و عليَّ إدراك هذه الخطورة و خطواتها.
و إن كان لابد مِن الردود فأكررها لك دع العقل يتكفل ذلك.

- العقل العقل!! ألا يتأذى كما القلب أو يتشوش؟
لا يتأذَّى ما دام بارزتَ بعقلك الناضج ، فكيف له أن يسوء و هو يفكر بأصح ما ينبغي!
و قبل أن تسألني عن سبب تشوش العقل أحيانًا سأجيبك معللاً : لقد سمح العقل لجيش الأذى الوصول إلى قلعة القلب حتى عاد أثرها على مدينة العقل ، فحصِّن قلبك بعقلك لتدير دولة نفسك.

بذلك تكون قد عافيتَ نفسك و وقيتها ، و كففتَ عنك شر بني إنسان ، و فُزتَ في هذا العرِاك.

 





Share To: