السَّاعةُ الثَّامنةُ مساءً
أتمسّكُ بكلّ ما تبقَّى منّي و أخرجُ للعَالم
مُنهزماً
مَرفُوضاً
بقَلبٍ لا يَخفق
أو أنَّهُ يخفقُ دونَ أن يسمعهُ عقلِي
المُنشغلُ بترتيبِ بعضِ الأفكَار ..
لَم أعُد أجيدُ عدَّ الخطوَاتِ وأنا أتمَشَّى
فأُعيدُ -في مُحاولاتٍ فاشلَة- عدَّها دونَ طائل
فلستُ أجدُ لفعلِي أيَّ جدوَى
و لاَ لهذاَ الرُّوتينِ المسائيِّ المُملّ
و المَليئ بصُورِ البَشرِ وتعابيرِ وجُوههم المُتذمِّرة ..
أتَأمَّلُ الطُّيور العَائدة لأعشَاشهَا
وكأنَّهَا تُصلِّي من أجلِي
لأنَّها رأت ما بدَاخلِي من الآلامِ
أكثَرَ ممَا رأى البَشر،
طَالمَا تمنَّيتُ أن أكُونَ طائراً لا يُبالي
والأهمُّ أكثَرَ تحرُّراً
و أقرَبُ إلى الإلَهِ منَ الكَائناتِ البَشريَّة ..
الشَّمسُ انفلتَت تماماً من قبضَةِ سمَاءنا
وحلَّت في سمَاءٍ بعيدَة،
طَالمَا أردتُها أن تَرحلَ دُون عودَة!
المُوسيقَى في سمَّاعاتِي تزدَادُ صخَباً
والشَّوارعُ تزدَادُ اتِّساعاً
أصبحَ المَساءُ أكثَرَ عبثيَّةً بهذَا الجوِّ القَاتِم/القَاتِل
أُفضِّلُ المَوتَ فيه
علَى أن ألقَاك صُدفةً وسَطَ زُحمَةِ الظَّهيرَة ..
لكنَّك كلُّ ما يشغلُ بالِي -وأنَا أسَارعُ الخُطَى-
أكثَرَ من أزمتِي الوجُوديَّة!
اللَّعنةُ عليكُما
وعلَى الشَّارعِ والمَساء والمُوسيقَى
والقَلمِ الذي كتبَ أقدارنَا اللَّعينَة!
أظنُّني سأرحَل
كمَا أفعلُ دوماً
إلى قَصيدةٍ أُخرَى
أكثَرَ هُدوءً من هَذِه ...
Post A Comment: