سلسلة القدوة الحسنة:
1- طاعة لأمر الله فيما فيه رضاه، وخوفا على الخلق من الوقوع فيما حذر الله،
أطلق المسئولون عن الدعوة حملة توعوية عن القدوة الحسنة وأثرها فى بناء الفرد المجتمع بعيدا عن الزيغ والأهواء .
أقدم لك أيها القارئ الكريم سلسلة عن القدوة الحسنة لعلها تنفعنى وإياكم سلوكا، وتشفع لنا يوم أن نلقى الله .
وبداية أقول معنى القدوة كما عرفها أهل الفهم والأصول فهى تعنى تقليد المقلد المقتدَى به فى تصرفاته وأفعاله وأقواله .
وهى من المصطلحات التي وردت فى القرآن الكريم، وقد ساق الله تعالى الكثير من سير الأنبياء والصالحين، وأمرنا بالإقتداء بهم قال تعالى ﴿أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ هَدَى ٱللَّهُۖ فَبِهُدَىٰهُمُ ٱقۡتَدِهۡۗ قُل لَّاۤ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَیۡهِ أَجۡرًاۖ إِنۡ هُوَ إِلَّا ذِكۡرَىٰ لِلۡعَـٰلَمِینَ﴾ [الأنعام ٩٠]
والقدوة نوعان: قدوة حسنة وقدوة سيئة .
أما القدوة الحسنة فهى قسمان:
1-القدوة الحسنة المطلقة وهى تعنى الإقتداء بالأنبياء والرسل عليهم السلام، والإقتداء بهم نتج عن كونهم معصومين فالإقتداء بهم لا يوقع فى معصية وينتج عنه الفلاح فى الدارين الدنيا والآخرة .
2-القدوة الحسنة المقيدة وهى تعنى الإقتداء بالعلماء والمصلحين والمربين والإقتداء بهم فى سلوكهم وعطائهم وطاعتهم لرب العالمين،
ومع ذلك فهم بشر يؤخذ منهم ويرد عليهم فيُقتدى بهم فى عدالتهم وإلتزامهم بالمنهج القويم ويُترك الإقتداء بهم فى شطاحاتهم وسلوكهم المشين فى حالة وقوعه منهم وإن كان الأصل فيهم أن يكونوا هداةً مهديين، وعن هذا الإقتداء قال أمير المؤمنين الصديق رضى الله عنه أطيعونى ما أطعتُ الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لى عليكم .
والقدوة السيئة هى الإقتداء بأهل الباطل والتأسى بهم فى فعل السيئات وترك الحسنات، وهذه القدوة السيئة لها خطرها العظيم على ضياع البشريةوبناء شخصيتهم ورؤيتهم للأشياء، وتصنيف القيم والأخلاق والإستهانة فى إرتكاب المحظورات وذهاب الدين .
وقد ذم الله هذه القدوة وهذا التقليد قال تعالى ﴿وَكَذَ ٰلِكَ مَاۤ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ فِی قَرۡیَةࣲ مِّن نَّذِیرٍ إِلَّا قَالَ مُتۡرَفُوهَاۤ إِنَّا وَجَدۡنَاۤ ءَابَاۤءَنَا عَلَىٰۤ أُمَّةࣲ وَإِنَّا عَلَىٰۤ ءَاثَـٰرِهِم مُّقۡتَدُونَ﴾ [الزخرف ٢٣]
فالقدوة السيئة سبب رئيسى فى قيادة الناس إلى المفاسد .
أثر القدوة فى سرعة الإستجابة أحياناً كثيرة تكون القدوة بالعمل أكثر وقعاً من القدوة بالقول
فعندما تأخر الصحابة رضوان الله عليهم فى الحديبية بتنفيذ أمر النبى صلى الله عليه وسلم بحلق رؤوسهم لا من عصيان ولكنه إعتراض الباعث عليه معرفة الحكمة والبيان، وعندما شكا النبى صلى الله عليه وسلم ذلك إلى أم المؤمنين أم سلمة رضى الله عنها إقترحت عليه صلى الله عليه وسلم أن يكون قدوةً عملية بحلق رأسه أولاً ثم إقتدى الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً بعد ذلك بالقدوة الفعلية فحلقوا رؤوسهم ومع القدوة العملية لا تهمل القدوةبالقول واللسان ففى حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف رسول الله صلى الله عليه يوماً قال ياغلام( إنى أُعلمك كلمات إحفظ الله يحفظك إحفظ الله تجده تجاهك) رواه الترمذي ونصح النبى صلى الله عليه وسلم ابن عباس رضى الله عنهما بعد أن طاشت يده فى الصحفة فقال ياغلام سمِ الله وكل بيمينك وكل مما يليك .
ومن هذا المنطلق أُهيب بكل من كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد، أن يجعل قدوته فيمن يتسبب فى رفع درجته وعلو همته ولا يقتدى بمن يضيع رجولته ويمحوا كرامته .
جعلنى الله وإياكم من المقتدين بسيد المرسلين وأزاح عنى وعنكم كل إقتداءٍ مشين بجاه سيد الأولين والأخرين وإن كان فى الأجل بقية فالحديث عن القدوة موصول إلى أن يشاء الله رب العالمين وسأبدأ بالقدوة عن سيد الأولين والأخرين وإخوانه من النبيين وصحابته الغُر الميامين فهم خير من يُتقرب إلى الله بعملهم المَزِين .
Post A Comment: