ذات مساء خرجت أتجول شوارع مدينتي الصغيره ، لا أعلم عما أبحث ، تأخر الوقت الساعة الآن الثانية بعد منتصف الليل ، مررت من أمام مكتبة على وشك أن توصد أبوابها ، ترجيته أن يمهلني ولو بضع دقائق ، سأبحث عن كتاب كان قد اخبرني عنه صديقي هذا الكتاب الذي يحمل محتواه ثقافات شتى ، أخذة نسخة هذا الكتاب ،
رسالة تطرق هاتفي كانت من صديق عزيز " لم اقدر على النوم " كانت الشوارع خالية من الماره إلا من مختل عقلياً كان قد أنزوي في أحد أركان المنازل محاولاً تجنب لسعات البرد… وبعض الكلاب الضالة هنا وهناك أحسست أنني قد تخلصت من ضجيج الماره ،
أجريت إتصالا هاتفياً بصديقي أحمد
كان صوته مرتعباً
أحمد : أين أنت يا سعيد
سعيد : اتجول في حي الزبيري
أحمد : سأخبرك شي يا صديقي لكن تمالك أعصابك ، بالأمس في المساء تم القبض على زميلنا علي و وعاصم بتهمة الحزبيه ،
سعيد : اتسمع انت ماذا تقول ؟… نعم ياسعيد تم القبض عليهم في منازلهم ، ويبحثون عن خلايا أخرى حسب ما قيل لي… تظن نحن من ضمن القائمة… لست أدري ياسعيد لكننا لم ننتمي بعد ... عموماً علينا توخي الحذر أفكارنا واحده .. وعلاقتنا بالزملاء المختطفين حميمة ،
ونسيت أخبرك… الصباح وجدت السروري هل تذكرته ذلك الذي أخذوه من المطعم هو ورفاقه قبل عامين… نعم تذكرته .. وجدته وقد فقد عقله يسير في الشارع وملابسه متسخة يقال بأنه تعرض لصاعقة كهربائية في السجن أثناء التحقيق معه… رفاقه لا أحد يعرف مصيرهم ،
أغلقت سماعة هاتفي وعدتُ مسرعاً إلى المنزل
ليلا طويل وتفكيراً لا يتوقف أتذكر الزملاء الذين تم القبض عليهم والملاحقات التى تحصل هنا وهناك .. تفكيرًا لا ينقطع ،
أعتراني الخوف والوجل فالحزبية محرم وثمنها غالياً جدًا في بلادي .. دستورنا يحرم الحزبية وهي جرم في نظر القانون .. وكلفتها عاليه وبالأمس تم القبض على بعض الزملاء ،
الأسئلة تجوب في خاطري ، تفكير يجول ولا يتوقف ،
جن الليل وأنا في طريقي إلى البيت ،
الكثير من الذين أعرفهم دخلوا السجن بسبب الإنتماء .. مصيرهم مجهول… يعني لن أكمل دراستي سأقضي حياتي وسط الغرف المظلمه ،
صعدت درج الزقاق متجهاً للمنزل أستوقفني شخصا يحمل مسدساً وبرفقته ثلاثة أشخاصاً ... قال لي نحن ننتظرك من ساعات هنا أنت مطلوب أمنياً يارفيق.
Post A Comment: