تزينت الأشجار بزهورها بموسم الأزدهار إلى أن مضى وتحولت الأزهار إلى الثمار الناضجة تنادي قاطفيها واستيقظت الحديقة في يوم من هذه الأيام على مفاجأة شجرة التفاح الأخضر تحمل على أحد فروعها ثمرة حمراء ناضجة تزايد حفيف أوراق الشجر ينقل الأخبار بما صار كيف يحدث هذا فيختلف الثمر تنادت الأشجار لنظر هذه القضية ومناقشة المفاجأة الجلية.
قالت شجرة البرتقال : إن ما يحدث عجب عجاب كيف نضجت الزهره وتحولت إلى ثمرة غير التي تنتجها أمها الشجرة هل من مجيب ومفسر لهذا الحدث العجيب ؟!
قالت التفاحة الحمراء : لا تلوموا عليّ اختلافي مع أخواني في اللون فالله قدر اختلاف اللون على ثمار الأشجار بمختلف بقاع الدنيا . 
قالت الليمونة : أختلاف اللون من شجرة إلى شجرة لا يختلف لون ثمار شجرة واحدة هذا حق يراد به باطل 
تدخلت شجرة العنب وقالت لقد تجاوزت الشجرة حد الأدب لابد من قطعها أو نزعها من جذورها 
ردت عليه التفاحة الحمراء : وأنت تقولي هذا يا شجرة العنب أليس لك ألوان مثلنا أحمر وأصفر وأخضر ؟
قالت شجرة العنب : لم تنبت شجرة منا لونين مختلفين كما فعلت شجرتك .
وقتها مر النمل بصفوفه المنتظمة فسمع الخبر العجيب وانطلقت الأخبار فى الورى فوصلت الأخبار إلى نحلة شغالة ففهمت السبب لهذه الحالة الجديدة والتي لم تحدث من قبل بين الأشجار وانطلقت إلى اجتماع الأشجار لتقص عليهم ما لديها من أسباب فوصلت وكان الغضب والنزاع علي أشده و كان الشجر قد أجمعوا على إقتلاع الشجرة من جذورها أو قطعها لا يريدون غريبا يعيش بينهم وقد أحدث ما لم يعتادوا عليه وخالف طبيعتهم ولم ينتظروا حتى سماع رأى حكيمتهم .
فقالت النحلة أين النخلة حكيمة الأشجار لنسمع معا سبب ما حدث وتحكموا فيه العقول ، فأتت النخلة وتكلمت النحلة وقالت : فى موسم الأزهار وانتقالي بين الأشجار استأذنت هذه الشجرة في الراحة على غصن منها وكان معي بعض لقاح التفاح الأحمر فسرقته زهرة بهذا الغصن وظللت حائرة ماذا أصنع بتلك الزهرة الجائرة علي حق غيرها ؟
تعالى صوت الأشجار في قول واحد تقطع الشجرة التي رضت بأن تعتدي زهرتها وتأخذ ما ليس لها بحق وتكون طعاما للنار عبرة لغيرها من الشجر 
قالت النخلة ألا تستمعون إلى صوت حكيمتكم أم أنكم مصرون علي هذا رأيكم ؟
فقالت الأشجار بل قولى أيتها النخلة نسمع رأيك الحكيم 
قالت النخله : كم من فرع فى هذه الشجرة أزهر واتبع الحكمة وأنضجت ثمار نضرة كعادتها من التفاح الاخضر فإن أخطأ فرع جائر فهو من يقطع ويصير خشبا فيصبح إلى النار صائر وليكن لكم هذا من العبر ألا تأتوا مثل فعل البشر. 






Share To: