ها أنا أكتب قصته بعد أن خرجت من ذاكرته ٠٠٠ سأذهب معه إلى حوار كأنه الحياة الأبدية ٠٠٠ حيث لا زمن ولا إنتظار٠٠فلذلك أرقتُ الحبر على القرطاس ؛ وأمرتُ الكلمات أن تكون فكانت باسم أبوسمية٠٠ الإعلامي الفلسطيني المخضرم الذي  تشكلت تجربته في الآفاق البعيدة ؛ اسمع صوته الإعلامي تكسُّر الجليد من ذوبانه ٠٠ 
ومن منفى إلى منفى ننتقل معه ؛ وما الحياة إلا مرحلة من مراحل وجودنا العظيم ! 

ينفتح الحوار على شخصيته ؛ عمل محررًا ومراسلاً ؛ ومقدماً نشرات الأخبار في الإذاعة والتلفزيون ومحللا سياسيا في العديد من القنوات التلفزيونية ،و قناة الغد.  
لست في صدد وضع هذا " الحوار " ضمن تصنيف أو تجنيس ٠ سأقول إنه كتاب مفتوح على سرد سيرته ٠٠ "أنا صحفي فلسطيني عملت في الإعلام المكتوب والمسموع والمرئي العربي والدولي والفلسطيني لمدة ٢٥ عاما محررًا ومذيعاً ومقدم برامج اذاعية وتلفزيونية" ٠ 

تجاربه غير مكرّرة وتستند إلى ثقافة وتجربة بكر ؛ وهذا يكفي لمواصلة سرده ؛ ومن المجلات التي عمل فيها ؛ "مجلة الأسبوع العربي" اللبنانية في باريس ؛ و"إذاعة مونت كارلو" الفرنسية في باريس ؛ و"التلفزيون ART راديو و:تلفزيون العرب" و"قناة "ABC الامريكية" و"جريدة الشعب المقدسية" ؛ والكثير الكثير من المؤسسات الإعلامية.

 ٠٠ كنت سعيدة بما يكفي لأبقى سابحة في الفضاء ؛ لكن الرغبة المُلحة في إستكمال الحوار مع باسم أبو سمية ٠٠ وسبر أغوار أفكاره المخبأة في عقله منذ منفاه الأول ٠٠ وخروجه من فلسطين ٠٠ في العودة كانت ،ومازلت كشمس ارتفعت من لجوئه ٠٠ فكان أول مدير لإذاعة فلسطين ؛ ومؤرخ  وكاتب في المكتب الفلسطيني  ؛ ومجلة العودة في القدس .   "وبعد عودتنا إلى فلسطين وقيام السلطة الوطنية ؛ تسلمت رئاسة هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطينية ٠٠٠ وبقيت محافظا على مهنتي وكتابة مقالات سياسية ؛ ومقدم برنامج إذاعي أسبوعي في صوت فلسطين ٠٠٠ وبعد التقاعد انتقلت إلى الولايات المتحدة عام ٢٠٠٧  ،عملت محلل سياسي أتعاون  مع قنوات عدة  في  الأساس  قناة الغد  ؛ وطبعا كانت ومازالت فلسطين حاضرة في حياتي التي لم تغادرها ؛ فعملت مقدما لبرنامج أسبوعي بالعربية في إذاعة صوت الجالية في واشنطن لمدة عامين  "٠٠ 
 
ذهبت معه إلى دروبه حيث العمل والأحلام التي يسعى إلى تحقيقها فأسس مع المناضل صلاح التعمري في واشنطن اذاعة سماها صوت فلسطين من واشنطن إبان الانتفاضة سنة ١٩٨٨ .. "حينما كنت اعمل في مكتب القدس للصحافة في واشنطن للزميلة ريموندا الطويل ؛ ومن المفارقات الجميلة التي لا يمكن نسيانها إن الإذاعة تعمل على جهاز الهاتف ؛ إنها المعجزة الفلسطينية التي تتولد من المستحيل التي تحوله إلى واقع ؛ إذ كنا نصدر نشرة يومية باللغة الإنجليزية عن انتفاضة شعبنا العظيم ؛ ونوزعها على أعضاء الكونغرس الأمريكي ورجال الإعلام والسياسة ؛ ومؤسسات صناعة القرار في واشنطن ؛ وكان لهذا المكتب دورا مميزا ومكمل في الوقت ذاته لدور المكتب الفلسطيني بالقدس باعتباره أحد فروع هذا المكتب على مستوى العالم ٠٠ الذي كان له مكاتب في باريس ؛ واثينا وطبعا واشنطن ٠٠" 

مازال باسم أبو سمية يدوّن ذاكرة الوطن الفلسطيني ٠٠   "كنت اذهب مع زميلي الأمريكي تيم كل يوم قبل الظهر إلى مبنى الكونغرس ونضع نشرتنا على طاولات الأعضاء ؛ وبعدها اذهب انا وصديقي الأمريكي ؛ إلى تناول وجبة الغذاء بعد الجهد ؛ كانت المطاعم التي ترتاد عليها من الدرجة الثالثة ٠٠٠ كنا نقبل على الحياة ؛ هكذا نحن الفلسطينيون نعيش مع رصاص الغدر الذي يقتل أطفالنا ونساءنا من قبل عدّو إسرائيلي  لا يتعامل معنا إلا بمختبرات  لأحدث أسلحته ؛ ورغم كل هذه القسوة ؛ نصرّ على الحياة ؛ فكنا نذهب إلى ممارسة إنسانيتنا ونستمع إلى عزف الجاز في الحي الشرقي المجاور لمبنى الكونغرس ٠٠ وبقينا على هذا الحال حتى عودتي إلى ارض الوطن فلسطين الذي لا اعرف وطن غيره "٠٠ 

حاولت الهروب من عالم كلماته إلى غاباتِ كلمات الحوار التي فرضت نفسها عليّ ؛ فكلمني عن بداياته ؛ فذكر: " أن هناك يوم لا يمكن نسيانه ؛ يوم معركة السموع التي وقعت في الخليل عام ١٩٦٦ ؛ وقتها طلب مني رئيس الجريدة آنذاك مرافقة الوفد الصحفي الذي يغطي تغطية الحدث ٠٠ فكانت هذه بداية المشوار في العمل الصحفي ؛ ومن المصادفات التي أثرت في عملي الصحفي أن المعلومات التي حصلت عليها لم يحصل عليها الوفد الصحفي الذي من المفترض الحصول عليها ٠٠ وكانت هذه انطلاقتي الحقيقية ٠٠ 
وقتها كان عمري لا يتجاوز ١٧ عاما ٠٠ وقتها حصلت على معاملة خاصة من رئيس التحرير المصري وطلب من صاحب الجريدة نقلي من المطبعة الى صالة التحرير ؛ وكان رئيس التحرير الصحفي الكبير صلاح عبد الصمد "
وأكملت مشواري الصحفي ".

باسم أبوسمية رتبت الأقدار آماله ومنحته فرص النجاح ٠٠ وكتبت كلماته على جدران تاريخ الصحافة العالمية ٠٠ فعمل  لمدة أربع سنوات في إذاعة الشرق اللبنانية في باريس ؛ وكان بثها محدود لا يصل إلا لبعض المناطق في أوروبا ؛ وبعد ذلك عرضت إذاعة مونتي كارلو العمل معها مراسلا في الأراضي الفلسطينية المحتلة ؛   "وقتها حصل خلاف بين الإذاعة التي كنت اعمل فيها وإذاعة مونتي كارلو فاخترت مونتي كارلو الأكثر مهنية "وهكذا كان ٠٠ "ولا انسى وقوف الأعلامية الشهيرة ريموندا الطويل ؛ الذي كان اليد الطولى في منافسة الصحف " الإسرائيلية " يديعوت أحرونوت وهارتس ٠٠ وقتها كنت ازود كل السفارات الغربية بالأخبار والتقارير اليومية عن الأحداث التي تجري في فلسطين "٠٠

تحرّر قليلا باسم أبو سمية من ثقل الذكريات ؛ وكأنه يهمس في نفسه ؛ الذكريات لا تغيب عني ؛ فعاد وواصل ٠٠٠ " و من صوتي الإذاعي عبر الأثير كنت سفير فلسطين أنقل أخبارها دون توقف ٠٠ أرسل روحي عبر تقارير واخبار ٠٠ كان الأثير رفيق رحلتي من المحيط إلى الخليج العربي لكل بقاع العالم العربي ؛ وقتها لم تكن هناك فضائيات ولا إذاعات معروفة سوى بي بي سي ؛ واذاعة مونت كارلو التي يستمع لها. 











Share To: