لا تَحسِبي العُمرَ، 
إنِّي لستُ أحسِبُهُ
وأُغلِقُ البَابَ، 
والدُّنيا تُوارِبُهُ
.
لا تَحسِبي كيفَ جِئنا، 
كَيفَ كانَ لَنَا
في الليلِ صَمتٌ وأحداثٌ تُواكِبُهُ
.
مُرِّي عليَّ 
ولو حُلمًا يُراوِدُني
في الفَجرِ 
أو كقصيدِ العِشقِ أكتُبُهُ
.
قَدْ يُوجِعُ القلبَ 
قلبٌ لا يُبادِلُهُ
حُبًّا 
ولَمْ يمضِ للمَرسى ويَصحَبُهُ
.
قَدْ يُوجِعُ العُمرَ 
أنْ تُطوَى صَحَائِفُهُ
قَبلَ اللقاءِ وأنْ تَدمَى سَحَائِبُهُ
.
فالطَّيرُ يَسقُطُ أرضًا 
دونَ أجنِحَةٍ
والكَونُ يُقتَلُ 
لَو تَفنى كَوَاكِبُهُ
**
وجِئتُ مِن شَمسِ أيَّامِي التي انطَفَأتْ
أُقَطِّرُ الغَيمَ تِريَاقًا 
وأشرَبُهُ
.
عِندي خَطايايَ 
لَم تَحفَلْ بِمَغفِرَةٍ
عِندي رُؤايَ 
وَحُلمٌ لَستُ أقرَبُهُ
.
أنا الفَتى النّوريُّ 
المُنتَهَى شَغَفي
يَشتَاقُ أرضَكِ والدُّنيا تُغَرِّبُهُ
.
قَد زَارَ نَايَكِ في الصَّحراءِ 
أربَعةً
واجتَرَّ طَيفَكِ والمَنفَى يُحَارِبُهُ
.
اعتَادَ وَشوَشَةَ الأقدَارِ 
مُبتَسِمًا
واعتَادَ صَمتَكِ حَتّى باتَ يُطرِبُهُ
.
حَملتُ فَرحي 
وَدَمعي في هَواكِ مَعًا
في كُلِّ عِشقٍ جَديدٍ لا أُجَرِّبُهُ
.
لَم يَنسْ قَلبي 
هَواكِ العَذبَ مُنذُ دَرَى
لَم يَنسْ حُبَّكِ والمَولى يُقَلِّبُهُ
**
وجِئتُ كالبَحرِ 
لَم أسألْكِ عَن وَجَعٍ
والدَّهرُ يُتعِبُ أحلامي وأُتعِبُهُ
.
عاتَبتُ طَيفيَ 
مُذ غادَرتُ ثُمَّ أتى
طَيفي لِطَيفِكِ 
في النَّجوى يُعاتِبُهُ
.
أدرَكتُ أنّكِ شِرياني 
وأورِدَتي
بَحَّارُ عُمريَ والأحزانُ قارِبُهُ
.
صافَحتُ حُزنيَ مَرَّاتٍ على أمَلٍ
أنْ يَنتَهي الحُزنُ 
أو تُنسَى حَقائِبُهُ
.
سَأُشهِدُ الشِّعرَ 
أنَّ النَّهرَ مرَّ هُنا
كيما يَراكِ 
وفي عينَيكِ أسكُبُهُ
.
حَدُّوتَةُ العُمرِ، 
مَنفايَ البعيدُ وَمَا
عَزَّتْ خُطاهُ، 
وَعَزَّ الآنَ مَطلَبُهُ
**
وجِئتُ كالسُّحبِ 
أُلقي الغَيثَ في شَغَفٍ
وأُشعِلُ النَّجمَ في صَمتٍ وأرقُبُهُ
.
تِرياقُ رَوحيَ 
بَوحُ العاشقينَ وَمَا
تَشتاقُ روحيَ من عِشقٍ 
وَتَرغَبُهُ
.
يا أوَّلَ العُمرِ 
ما في العُمرِ مُتَّسَعٌ
خطَّت يداي قصيدًا 
كيفَ أشطُبُهُ؟
.
أُلقي بقلبي بعيدًا 
حيثُ لا أملٌّ
والجاذبيَّةُ 
نحوَ العِشقِ تَجذِبُهُ
.
وسِرتُ وحديَ 
كانت حِنطَتي شَغَفي
يُكبِّلُ الغيمُ إشراقي ويَحجِبُهُ
.
الزَّمهريرُ تَمَادَى، 
فالتحَفتُ دَمي
كَمِعطَفٍ أنا والأيَّامُ مِشجَبُهُ
.
القلبُ يَعشقُ؟ 
إي، 
قلبي ينزُّ دَمًا
إنّي على جذعِ أحزاني سأصلِبُهُ
****






Share To: