أَعِدُكِ أَن آجْتَاحَ الْحَنِينَ
دُون مُقَدِّمَاتٍ
مِثْل غَزْوٍ داهَمٍ
لِجَيْش مِن الجائِعِينَ
أَعِدُكِ أَن أَرْتَوِي مِنْكِ
بَعْد أَلْفِ عَامٍ مِنْ جولاتٍ
فِي متاهات الصَّحْرَاءْ
فِي دُرُوب الْعَالَمْ
فِي مَجَازَاتٌ الشُّعَرَاءْ
أَحْمِلُ صُورَة لِعَيْنَيْكِ
و رَجَع صَدَى أَنْغَامْ
أَعِدُكِ أَنْ أَجْعَلَ مِنْكِ
ظِلًّا وارفا و الْمِيَاه
أَعِدُك أَنْ تَكُونِي
أَنْتِ النخلةُو الأفنانْ
أَنْتِ اللَّوْحَةُ و الْأَلْوَانْ
أَنْتِ الواحةُ و الأحْضَانْ
أَنْ يَصِيرَ رِمشكِ و الشِّفَاهْ
و كُلّ شِبْرٍ فِيكِ
جَنَّةٌ بِلَا عُنْوَانْ
تَقْطُر عَسَلًا و شَهْدَا
تَفِيضُ أَنْهَار عِشِقٍ أَبَدَا
أَعِدُكِ أَن ارسمَ بِالْكَلِمَات
حَدَائِقَ خَضْرَاء
حَمْرَاء
سَمْرَاء أَو صَهْبَاء
تُحَاكِي نُجُومَ السَّمَاءِ
عَلَى مَدِّ الْبَصَرِ
عَلَى مَدِّ الذَّاكِرَةِ
عَلَى مَدِّ الِاشْتِيَاقِ
مِن خِصْلَةِ شَعْر هَائمةٍ
إلَى نَبْضَهِ قَلْبٍ حَائِرَةٍ
أَعِدُكِ أَن أَلِج مَخْبَأ بَوْحِكِ
الْمُتَوَارِي بَيْن تَضَارِيس
الشَّكِّ وَ الِاشْتِبَاهِ
أَن أُخْضِعَهُ كمدينة ثَائِرَةٍ
أَن اُكَلِّلَهُ بِالتَّاجِ و الْجَاهِ
أَعِدُكِ أَن آقْتَلِعَ جذُور الْأَلَم
مِنْ أَوَّلِ نَبْضَه
حَتَّى آخَر تَنْهِيدَةٍ
أَعِدُكِ أَن أُحِبَّكِ
أُحِبَّكِ
ثُمّ أُحِبَّكِ
أَعِدُك إنْ اسْتَسْلِمَ
بَعْدَ كُلِّ انْتِصَار
أَنْ أَصِيرَ أَنَا أَنْتِ
و تصيرين أَنْتِ أَنَا
أَعِدُكِ أَنْ يَرْتَفِعَ صَوْتُكِ
آهاتٍ آهاتٍ
تُعْلِن صَلَاة
فِيهَا أَنَا الْمُؤْمِنُ
فِيهَا أَنْتَ الْآلِهَةُ
فِيهَا جَسَدُكِ
مِحْرَابًا لتَرَانيمِ اللَّذَّة
فِيهَا أَنَا
حَامِلٌ لمَزامِيرِ الصَّبَابَة
و حَافِظٌ لِسِرّ الْأَحْلَامْ
أَعِدُكِ . . .
Post A Comment: