هي  طفلةٌ , وكنسمةٍ  بغـــــــــروبِ
تأتي  لبـــــــــابي  عند  كل  هروبِ

وتشــــــاكس الأولاد دون هــــوادةٍ
وجديلتـــــــــاها  ضُمِّخت  بطيوبِ

في جوقة  الصبيان  مثل  فراشــةٍ
نسيت  أنوثتهــــــا  بــــــلا  تثريبِ

لم  تلتفتْ   نحو  الدمى  ,  وكأنّهــا
طفلٌ  شقيٌّ  ملّ  من  دبـــــــــدوبِ

وتقول  لي  : عمّـــاه  ذاك  يغيظني
وبضحكةٍ  تنــــــــــأى  بغير  رقيبِ

ومضى  الزمــــان  بسـرعةٍ  متأبّطاً
وجهــاً  صغيراً  ضاع   بين  دروبي

عشرٌ من  السنوات مرّت , لم أجـــدْ
ذكرى  لها , إلّا  كطيف  لعـــــــــوبِ

صوتٌ  يناديني  كشدْوِ  عنــــادلٍ !
أو  ديمةٍ  هطلت  عليَّ , ســـــكوبِ

ضحكت, وقالت : كيف أنتَ؟ كأنها
تلك  التي  انســــابت  كنهر  حليبِ

أنسيتني عمّـــاه ؟  وانداحت  رؤىً
وشعرتُ  بالخفّـــــاق  بعض  دبيبِ

عمّـــــاهُ  زُرْنا  بالمســـــــاء  ,  فإننا
نشـــــتاق  وجهكَ  مثل  أيّ  قريبِ

هو  واجب  الجيـران أن  يتواصلوا
ومضت  تثير زوابعي , وشـــحوبي

كانت  كمُهرٍ  جامحٍ  ,  ريّـــــــــــانةً
كالصبح , كالأنســــــام ,  كالتوليبِ

وذهبتُ يأخذني فؤادي , لا الخُطى
أُخفي  الجـوى , وحرائقي , ولهيبي

نظراتها  نحوي  تســـــدّدها  غِــوىً
وأنا  كمصلوبٍ  ,  بغيــــــــر صليبِ

يغتالني  غنْــــــجٌ  كأنفاس  الظِّبـــا
يا  ظبيــــــةً  تلهـــــو  بمرج  قلوبِ

ما أنتِ أنتِ ,  ولا  أنــــــا  يا  طفلةً
كبرتْ  لتشعل  غيرتي ,  وذنــــوبي

ما ليْ  أداري  نظرتي عن  مُهـــــرةٍ
تجتاح  كلّ  مدائني ,  وســـــهوبي

وكأنني  اســـتسلمتُ  دون  إرادتي
وخسـرتُ في روض الغرام حروبي

كالخمر تســري  في العروق حرائقاً
ضحكاتها  قد  أدمنتْ  تــــــذويبي

أهي التي كانت ؟ أمَ (ا) نّي  واهمٌ
ليس  الذي  يجتــــــاحني  بكذوبِ

وأكاد  أصرخ , والحيــــاء  يصدّني
يا  أنتِ  يكفي  في  الهوى تعذيبي

وسمعتُ همساً  من وجيب فؤادها
ما عدتَ (عمّـو), بل غدوتَ حبيبي

 






Share To: