العظماء التاريخ.. 
لايُعرفون إلا بعد رحيلهم.. 

رحل يوم الثلاثاء الموافق لغرة جوان 2021 المؤرخ و المفكر و الفيلسوف هشام جعيط في يوم كان كساءه  السواد على رجل سخر حياته خدمة للعلم والفكر فٱعتبر مجدد الفكر التونسي و العربي .
فهو من طينة المفكر محمد عابد الجابري و علال الفاسي و عبد الإله بلقزيز و من طينة جورج طرابيشي و الطيب التيزيني الذين كان همهم تعصير العقل العربي من خلال تطويره و وتثويره و عصرنة تحاليله و تحديث قراءته للتراث و تناوله بموضوعية عقلانية حتى لا يكون الإنسان العربي إنسانا تراثيا في الزمان و المكان .
ولد هشام جعيط لعائلة من المثقفين و القضاة وكبار المسؤولين من البرجوازية الكبيرة في تونس العاصمة : و هو حفيد الوزير الأكبر يوسف جعيط و ابن أخ العالم والشيخ محمد عبد العزيز جعيط.
زاول هشام جعيط تعليمه الثانوي بالمدرسة الصادقية قبل ان يواصل تعليمه العالي في العاصمة الفرنسية باريس اين تحصل على شهادة التبريز في التاريخ سنة 1962. حاصل على دكتوراه في التاريخ الإسلامي من جامعة السوربون بباريس سنة 1981. قام بنشر العديد من الأعمال الفكرية و الأكاديمية صدرت باللغتين العربية والفرنسية.
أستاذ فخري لدى جامعة تونس، درّس كأستاذ زائر بعدة جامعات عربيّة، أوروبيّة و أميركية منها جامعة ماك غيل (مونتريال) وجامعة كاليفورنيا، بركلي وبمعهد فرنسا. تولى رئاسة المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون "بيت الحكمة" بين سنتي 2012 و 2015 و هو عضو في الأكاديمية الأوروبية للعلوم والفنون.
ولعل من أبرز مؤلفاته :
من مؤلّفاته
الشخصية العربية الإسلامية والمصير العربي، بيروت، دارالطليعة، 1984
الكوفة: نشاة المدينة العربية الإسلامية، بيروت، دارالطليعة، 1986
الفتنة: جدلية الدين والسياسة في الإسلام المبكر، بيروت، دارالطليعة، 1992
أزمة الثقافة الإسلامية، بيروت، دارالطليعة، 2000
تأسيس الغرب الإسلامي، بيروت، دارالطليعة، 2004
أوروبا والإسلام: صدام الثّقافة والحداثة، بيروت، دارالطليعة، 2007
في السيرة النبوية. 1: الوحي والقرآن والنبوة، بيروت، دارالطليعة، 1999
في السيرة النبوية. 2: تاريخية الدعوة المحمدية، بيروت، دارالطليعة، 2006
في السيرة النبوية.3: مسيرة محمد في المدينة وانتصار الإسلام، بيروت، دارالطليعة، 2014 .
و يعد كتابه الفتنة جدلية الدين و السياسة أفضل الأعمال التي تناولها رحمه الله حيث يقول المؤرخ جمال الدين فالح الكيلاني : «يدخل كتاب الفتنة لهشام جعيط في زمرة المراجع التاريخية الرئيسة التي لا غنى للباحث عنها، وبرهنت على أنّ المسلمين ولجوا باب العلم الحديث في استقراء تاريخ الإسلام، لقـد حاول جعيط ان يمارس تاريخاً تفهمياً إلى حد بعيـد، وان يغوص حتى قلب المناخ الذهني والعقلـي للعصر، وان يسعـى لفهم كيفية تفكير أهله، ومـا كانت عليه أصنافهــم ومقولاتهم وقيمهـم. وحتى انه حاول ـ كما أشـار ـ الكلام بلغتهم. ومن ناحية ثانية، فـأنه في الوقت الذي حاول أن يدرك بوضوح كثـرة المعطيات، وان يحلل البنى، وان يكتب تاريخاً شمولياًً، أنمـا أراد ايضاً ان يروي، ان يخبر، مكتنهاً من خلال الرواية، هـذه المرحلة الغنية بالرجالات والإحداث، وأن يتوصل في نهاية المطـاف إلى ان يعيش مع هؤلاء الناس وهاته الإحداث.
و من أهم الجوائز التي تحصل عليها رحمه الله :
1989 : الجائزة الوطنية للعلوم الإنسانية (تونس).
2007 : جائزة سلطان بن علي العويس للدراسات الإنسانية (الإمارات العربية المتحدة).
2015 : الميدالية الذهبية للدراسات الاجتماعية (تونس).
2016 : درع الكومار الذهبي للكتابة الإبداعية (تونس).
2016 : جائزة المؤسسة العربية للدراسات والنشر (لبنان) 
و نال أيضا  الصنف للأول من وسام الجمهورية التونسية .
و كان شديد التأثر بالمفكر السوري ميشيل عفلق و كان ذلك واضحا و جليا في كتابه الشخصية العربية الإسلامية و المصيرالعربي حيث وصفه بأنه نبي السياسة و موحي القومية العربية .
رحم الله الفقيد و أسكنه فراديس جنانه. 






Share To: