قد تؤثر ببعض الأشياء من حولك، وتتأثر بها ولابد لك من التأقلم وإلا السقوط، سألني صديق لي -وأنا أهديء من روعه من مصيبة ما قد حلت به-، كيف تجاوزت كل هذا؟
لقد مرّ عليّ هذا السؤال برعشة وشيء من التخبط والفوضى التي قد حركت شيء ما في الداخل، شيء لا يموت، شيء خسارته كانت أبلغ من الكلمات، شيء لا يكفيه الندم، مر علي كالذي مر علي قرية وهي خاوية علي عروشها، وكأن روحي تنظر إلي قائلة: نحن ما زلنا هناك، عاصفة ذكريات سيئة نزلت ، بكل رائحة وصوت، وصورة، شعور بالغرابة، والرغبة ، والرهبة، شعور هو الأسوأ حتمًا، فأجبت -وتعلو وجهي ابتسامة هادئة قد صنعتها مُذ أول نكبة عاهدتها- ، لقد مرت وتجاوزتها بلطف الله، والحقيقه أنني ارتفعت عنها، وارتفعت بها، والحقيقة أنني بينكم الآن..
هذا ما قلته.. وهذا ما عنيته، وهذا ما هزّ قلبي تألمًا، لقد ارتفعت عنها، ولَم اتجاوزها، وارتفعت بها، ولَم أزل أشعر بها، هذا الشعور الذي كلما نزل بي أصابني بالمرض، أصابني بالحزن، وعانيت منه كثيرًا، وأنا أعود لباديء الأمر، وأبكي.. ولا استطيع أن اتجاوزه، ولكنني في حقيقة الأمر لن أتجاوزه..
جزء من كينونتي، جزء من ماضيّ، وهو جزء من مستقبلي أيضًا، حفرة عميقة، تزيدني ارتفاعًا، ولكن وجودها لا يمكن نكرانه، ولا يمكن التصالح مع من أوجدوه، مهما بلغت كلمات السلام أسمي المعاني، لا يمكن التصالح مع الألم، لا يمكن التصالح مع الخسارة، وإن كانت مكسبًا مؤلمًا..
Post A Comment: