دفنت نهى في ذلك الوادي الذي كان مصدر سعادة عمار في طفولته ولكن اليوم اصبح ذلك القبر المظلم الضيق الذي لا يتسع للجمال والحرية.
ما اقبح الزمان وما امر ايامه،يخدعنا بأحلام تجعلنا نحلق في سماء السعادة وراحة البال ثم يفاجئنا بانكى المصائب وامرها.
كان عمار في سجنه ولم يعلم بموت نهى الى ان زارته نرجس حاملة معها شيئا من الطعام لذلك الرجل الذي علمها الصبر والتجلد وتركت سامي في المدرسة، مازالت البنية صغيرة ولكنها كانت كبيرة العقل بفضل ما اودعه فيها ابوها من التجارب والقوة،كانت تعتقد ان امها سجينة اربعة جدران لان عائلة امها كانت تخفي الامر عن نرجس وسامي مخافة تشردهما.
عند وصولها الى السجن ارتمت في حضن ابيها قائلة:لا تخف يا ابي سوف تخرج من هذا المكان المظلم،سوف تعود بافكار جديدة واحلام غير معتادة،انت محضوض لانك مسجون مع امي،سوف تنجبا اطفالا وتعلما كل السجناء معنى الحياة والطوق الى التحرر،ولكن اين هي امي ياابي؟
تنهد عمار وقال :امك بعيدة عني يا نرجس انها في سجن اخر يجب ان تعرفي مكانها وتاتي لي باخبارها
قولي لها يابنيتي ان حالي حال ذلك الطائر الذي فقد جناحيه في صحراء قاحلة،قولي لها سوف ياتي اليوم الذي فيه نلتقي حتى وان كان بعيدا،قولي لها ان المراة التي انجبت نرجس وسامي لا تخاف شيئا لان السعادة لا محالة اتية...
ضجيج العميان
ص91
ط1/اوت 2018
Post A Comment: