السؤال :

من عادة المصريين وغيرهم، أنهم إذا ضحكوا كثيراً، قالوا : اللهم اجعله خيراً ..
فهل لهذا دليل ؟ وما معنى هذا ؟

الجواب :

نعم له دليل، ومعناه أن بعد الفرح حزن، وبعد الضحك دمع ..

فعن ابن عباس قال  : 

" ما من قوم قال لهم الناس طوبى إلا خبَّأ لهم الدهر يوما يسوءهم ".

ورُوِيَ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : 

" لِكُلِّ فَرْحَةٍ تَرْحَةٌ , وَمَا مُلِئَ بَيْتٌ فَرَحًا إلَّا مُلِئَ تَرَحًا .

وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ رَحِمَهُ اللَّهُ :

 مَا كَانَ ضَحِكٌ قَطُّ إلَّا كَانَ بَعْدَهُ بُكَاءٌ ".

وَقَالَتْ هِنْدُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ : 

" لَقَدْ رَأَيْتنَا وَنَحْنُ مِنْ أَعَزِّ النَّاسِ وَأَشَدِّهِمْ مُلْكًا , ثُمَّ لَمْ تَغِبْ الشَّمْسُ حَتَّى رَأَيْتنَا وَنَحْنُ مِنْ أَقَلِّ النَّاسِ , وَإِنَّهُ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يَمْلَأَ دَارًا حِيَرَةً إلَّا مِلْأَهَا عِبْرَةً .

 وَبَكَتْ أُخْتُهَا حُرْقَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ يَوْمًا وَهِيَ فِي عِزِّهَا فَقِيلَ : مَا يُبْكِيك لَعَلَّ أَحَدًا آذَاك ؟

 قَالَتْ : لَا , وَلَكِنْ رَأَيْت غَضَارَةً فِي أَهْلِي وَقَلَّمَا امْتَلَأَتْ دَارٌ سُرُورًا إلَّا امْتَلَأَتْ حُزْنًا ".
وَالْغَضَارَةُ طَيِّبُ الْعَيْشِ .

وَقَالَتْ حُرْقَةُ أَيْضًا :

 " مَا نَحْنُ فِيهِ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِمَّا كُنَّا فِيهِ بِالْأَمْسِ . إنَّا نَجِدُ فِي الْكُتُبِ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْل بَيْتٍ يَعِيشُونَ فِي حِيرَةٍ , إلَّا سَيُعَقَّبُونَ بَعْدهَا غُبْرَةٌ . وَإِنَّ الدَّهْرَ لَمْ يَظْهَرْ لِقَوْمٍ بِيَوْمٍ يُحِبُّونَهُ إلَّا بَطَنَ لَهُمْ بِيَوْمٍ يَكْرَهُونَهُ .."

وعن سعيد بن أبي بردة قال : 

" ما ينتظر من الدنيا إلا كل محزن أو فتنة تنتظر ".

وعن محمد بن سيرين قال :

 " ما كان ضحك قط إلا كان من بعده بكاء " .

ودخلت امرأة من بني أمية :

على سليمان بن علي الهاشمي ، فلما رأت ما هم فيه بكت بكاء ، فقال لها ما يبكيك ؟

 أذكرت ملك أهل بيتك ؟

 قالت : لا ولكن كل قوم رهن بما يسوءهم .

وروى ابن ابى الدنيا فى ذلك حديثا لا أعلم حكم سنده فقال :

عن أنس بن مالك قال :

 " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى وادي العقيق ، فقال يا أنس خذ هذه المطهرة املأها من هذا الوادي ، فإنه واد يحبنا ونحبه ، فأخذتها فملأتها وعجلت ، ولحقت رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو آخذ بيد علي ، فلما أن سمع حسي التفت إلي ، فقال يا أنس : فعلت ما أمرتك به ؟ 

 قلت : نعم يا رسول الله . فأقبل على علي فقال :

 " يا علي ما من حبرة إلا سنتبعها عبرة ، يا علي كل هم منقطع إلا هم النار ، يا علي كل نعيم يزول إلا نعيم الجنة " .






Share To: