في جُعبتي أشياء كثيرة تريد الهذيان، والخروج إلى أرضِ الواقع دون تَريث، لكن من المحتمل أن تكون أشباهٌ من اللاشي المتناثرة في بُقاع وطنٍ مُهترٍ، ومتمزق دون اكتراثٍ لعاقبةِ التمزق.

في وطني الجهد متعب، والصبر متفاقم، أَبذل من عمرك لتحقق حلم الطفولةِ يومًا ما، وما أجمل تلك الطفولة، وأحلامها الضيئلة !

كُنا فيها ذوي حلمٍ عابقٍ لا عين له، المنظر بعيد كأنه لم يكن، وصار من مهدرات الزمان .

وطنٌ مزقته أيادٍ حالمة بالسلطة، وأُهلكت فيه أيادي رسمت على أورق مبعثرة أحلامٍ تسعى لتحقيقها .. !

وأكبر مثل لذلك شبابنا الذي طوّينا منه صفحاتٍ من عمرنا في كفاح الوصول... وعندما كِدنا نصل ...  طاّلت الطريق وأَعقتنا أطماع الساسة، وأنهكتنا صبرًا في انتظار معجزة عادلة، تتفادى كل ذلك، وتُخرجنا إلى أرضِ السلم وتحقيق الأمنيات...

لأن في وطني فقط العيش فيه مرغمٌ على البقاء، والكفاح من الواجبات المحتومةُ على كل إنسان، أكان طفلاً أم شابًا أو شيخًا، ومن الطبيعي أن يصل إليك قابض الروح قبل أن تصل تلك النقطة أو الأمنية التي رسمتها على أوراقٍ تساقطت عليها غبار الحرب والدمار، اللذان أصبحا كمن يتسكع الشوارع آخر الليل بطشًا بما هوّتهُ نفسه، وأردته نشوته.

التسكع يا صديقي أصبح كوجبة لأبد منها، في وطني كبّرنا ونحن نرى الظروف في موتٍ كل يوم، عشنا وريّنا الكثير من الأزمات والصراعات، تعوّدنا ولا داعي لخوف المستقبل، لأنه قد يكون عبارة عن رصاصةُ رحمةٍ مفاجئة تنتظرنا في زاويةٍ من زوايا الوطن، أو موت سريري مفاجىء تعجز التشخيصات الطبية عن تحليله، فتكتفي بالقول لقد كانت أزمة قلبية مفاجئة !






Share To: