هناك أمور تنتزع السعادة من بين طيات القلب كطير جارح التقط فريسته بينما كانت تسير بأمان في طريق الحياة لطلب الرزق ، فياليت المرء قادر علي الابتعاد عن الطرق المؤديه إليها حتي يرحم قلبه من العناء و الشقاء و التعب المضني الذي يعرضه له بدون داعي ، فالقلب ما يلبث أن يصل لتلك اللحظات التي تملؤه سعادة و سروراً حتي تحاول النبش عما يعكره و يصيبه بالتوتر و القلق الدائم المفتعل رغماً عن إرادته ، فلتتركه يهنأ قليلاً فلم يهبك الله إياه حتي تغمره بالأحزان طوال الوقت وكأنك تستمتع بذلك ، فلتتذكر بأن قلبك خُلِق كي ينعم بالحياة دون أي منغصات إضافية تجلبها له و تجعلها تطبق عليه وتصيبه بالشجن غير قادر علي الخلاص منها بأي شكل من الأشكال ، فلتحاول أن تمضي في اللحظات السعيدة بكل طاقتك غير مهدر إياها فهي حقاً قليلة فلتستمتع بها قدر الإمكان حتي لا تشعر بأنك ضيعت حياتك كلها في أحزان غير موجودة سوي في عقلك الباطن ، فأنت تحظي بجميع المشاعر في تلك الحياة السعادة و الحزن فلتعط لكل منها الوقت الكافي ولا تستبقي نفسك داخل إحداها فلسوف تعتاد عليها غير راغب في التخلص منها مهما حاولت ذلك ، فالمشاعر المنوعة هي ما تساعد المرء علي التكيف مع الحياة بكل منعطفاتها المتعرجه التي يجول بها من وقت لآخر حتي لا يقع مغشياً عليه غير قادر علي الحراك أو الخروج من تلك الحالة التي حصر نفسه داخلها بسيطرة شعور واحد عليه حتي كاد يقضي عليه وكأنه دخل في مشاحنة مع شخص ظالم أحكم قبضته عليه حتي الموت ، فالإنسان كائن مرن يعرف كيف يتأقلم مع كل الأوضاع و الظروف التي يتعرض لها و كيف يستخدم مشاعره فيما يتوافق معها فلا عليه أن يتهم نفسه بالغباء أو عدم القدرة علي التصرف أو التحكم في انفعالاته أياً كان نوعها إيجابية أم سلبية ، فيكفي ظلماً لكم تلك المشاعر التي نملكها و لنحاول توظيفها بالشكل السليم ...
Post A Comment: