الآنَ وقبل الواحدة ليلًا أقول لكِ وداعًا، وداعًا أبدي لكل الأحلامَ التي لم تتحق، لِتلكَ الأيام التي لم أعيشها معكِ بعد، لكل حرفٍ، وكل كلمة كتبتٌ عنكِ، لكل اتخُيلات الجميلة التي عرفتني بكِ، لكل اللقاءات، الوهمية المكتوبة على الورق، لكل ثانيةً أسرفتُها في سبيل الحبث عنكِ، لكل الحُب الذي وهبتكِ إياه .. والذي يسير في جِسمي كسريان الدم؛ ولكل القرب الذي منحتُكِ إياه بدلًا منّ عرق الرويد ..
تبقت ثمانية وأربعين دقيقة، وثلاثةً وعشرون ثانية للواحدة ليلًا وأنا لم أعلن الوداع الحقيقي .. لا أستطيع أنْ ألوح لكِ بيدي لأنني لا آراكِ، مثل ما كنتُ آراكِ حينما أكتب عنكِ؛ هذه الساعة يا عزيزتي هي ساعةٌ الفراق، لقد أفترقنا قبل أن نلتقي يا عزيزتي، وهذا ما لا أجد له حلًا، ولا فكرةً لأفسر السبب ، لستُ أسفًا على ذلكَ لأن أنا منّ أعيش هذا الحب وحدي، أحب، أهتم وكأنني خارج عن طور الكون، لم تكوني كميلينا، ولم أكن أنا ككافكا .. كافكا كان يكتب وميلينا تقرأ، وتنساب الدموع منّ عينيها متفجرة بأطنان منّ المشاعر فتشعر بالحُب حينها ، كانت تتعب حينما يتأخر كافكا بإرسال الرسائل وتقع، طريحة، ضريرةً على الفراش .. أما أنتِ يا عزيزتي فلم تصلك أيه رسالة مما كتبت لأنكِ لستِ واقعية، ولا أعلم أين تمكثين، حتى اسمكِ اجهله، فأنتِ إذن سراب، وأنا ميتً من العطش، أي عطش الحُب، الحنان، والاهتمام، والغيرة، كنتُ رغمَّ ذلكَ أود أن أعيشكِ واقع كما عشتُ معكِ تلكَ التخُيلات، لكن في الحقيقة إما إنكِ لم تُخلقي بعد ، أو ربما أنكِ أبيتي أن تتكوني منّ نُطفة قذرة .
أما الآن وبعد كل شيء فأنا ملك امرأة آخرى ، امرأة، كليلى، و جّوليت، و زوليخة فهن سيدات عظيمات في الحب، سيدات مِثاليات في الحب فلو جمع حب نساء العالمين لما وصل إلى حب ليلى لقيس، وحب جّوليت لروميو، ولا زوليخة ليوسف. ليلى ماتت في سبيل قيس، وجّوليت قتلت نفسها في سبيل روميو، وزوليخة خف عقلها، وجنت، وهُرمت في سبيل يوسف .. فأنا ملك امراة كعددهن الثلاثي، وبحب سُداسي.
في النهاية وفي تمام الواحدة ليلًا وداعًا، ومنّ الآن أقول لكِ بأن الأحلام لم تكن سِوى فُقاعات صابون .
#أ.ة1.6
Post A Comment: