.                                  
                                   
غَيّرْتُ مَكْتَبتي :
خَشَبُ الجَوْزِ أَفْضَلُ – قُلْتُ -
وغيّرتُ ترتيبَ هذي الكُتُبْ
فالعناوينُ دَرْبُ العيونِ ، 
فضوليّةٌ هيَ ، لكنّها لا تُضايقُني
كالأَيادي التي تَتَحرّشُ " بالغافلاتِ "... - 
الأَيادي ذُكُوريّةٌ بِخِلافِ اسْمِها
ولذا .. قد تُقِلُّ الأَدَبْ ! 
وبَدّلْتُ لَوحةَ زَيتٍ بأُخرى
ومَوْقعَ صاحبيَ التّلِفِزيون
ثُمّ دَهَنْتُ بِلَونٍ خفيفِ البَنَفْسَجِ
جُدرانَ غُرفةِ صَحوي
وأَخْفَيْتُ لونَ احتضارِ الذّهَبْ
وغيّرتُ سُجّادتي الفارسيّةَ
قُلْتُ : لقد حانَ نومُ العجوزِ الّتي
أَبْهجَتْني طويلًا ، وعذّبْتُها
جيئةً وذهابًا على صوفِها المُتَجعِّدِ /
فَلْتَسْتَريحي بمثواكِ يا أُخْتَ كِسْرى ، 
بِمَرقَدِكِ المَلَكيِّ ، وعَرشِ
الغُبارِ الأخيرِ .. بِمَخْزَنِ بيتي
فلا أَلَمٌ بَعْدَ يَوْمِكِ هذا
ولا غَزَواتُ خُطًى .. أَوْ تَعَبْ
وغيّرْتُ هذي السّتائرَ /
إنّ السّماءَ التي خَلْفَ نافذتي
تَمْنَحُ القلبَ حاجتَهُ من هديلِ الحَمامِ ...
هديلُ الحَمامِ مفيدٌ لصِحّةِ قلبي
ولكنّ أَضرارَهُ الجانبيّةَ – مِن سأَمٍ
وفداحةِ ذِكْرى الأَساطيرِ – مُؤْذيَةٌ
وما شأْنُ قلبي بِلَوْعَتها
وما شأْنُهُ بمصيرِ ابْنِها .. إنْ ذَهَبْ ؟!
إذًا .. فلْتَكُنْ أُرْجوانيّةً
وخفيفةَ لُحمَتِها والسَّدَى ، 
إنّ قلبيَ يحتاجُ أَيْضًا إلى
فَرَحٍ غامضٍ مُشْمِسٍ
وإلى وَعدِ وردَتِهِ بالعَبيرِ
ونَخْلةِ مَرْيَمهِ .. بالرُّطَبْ
وبَدّلْتُ صَحْنَ الفواكِهِ ، 
فالموزُ يبدو أَشَدَّ امْتثالًا لِشَهْوةِ
ضَيْفي
ويبدو أَقَلَّ حَياءً إذا ما تَعَرَّى ، 
وأُقْسِمُ :
ليسَ كذلكَ . . هذا العِنَبْ !
وغَيّرْتُ رَفّيْنِ للأَثَرِيّاتِ ، 
غَيّرتُ مِرْوَحَةً لم أَكُنْ ذاتَ يومٍ
بها مُعْجَبًا .. والثُّرَيّا الثّقيلةَ /
فلْيَكُنِ السّقْفُ فوقي أَخَفَّ
لكي أَمْنَحَ الوحيَ فُرصتَهُ بِنَفاذٍ
أَقَلَّ ازْدحامًا .. وأَسْرَعَ ، 
فالوحيُ كالماءِ في النّهْرِ :
يَحبِسُهُ العُشْبُ حينَ يَهيجُ ويَكْثُرُ ...
والوحيُ كالضّوءِ : 
إنْ لمْ يَجِدْ خَلَلًا في
السّقوفِ تَكسّرَ  ..
- ماذا سَتَكْتُبُ تحتَ الثُّرَيّا منَ الشِّعْرِ ؟
* : لا شيءَ ! 
     قلبي أُصيْبَ بِحَزّازِ لَيمونةٍ وعَطَبْ
- : وكذلكَ قلبي أَنا مثْلُهُ
     قِطْعَةٌ . . منْ خَشَبْ ! 

وغَيّرتُ إِسْفَنْجَ بَعضِ المقاعِدِ ، 
غَيّرتُ أَشياءَ أُخْرى أَقلَّ أَهَمّيّةً :
كحياتي أَنا
في حياتي هنا
بينَ جُدرانِ غُرفَةِ صَحْوي ... 
ولِلآنَ 
لَمْ أَقْتَنِعْ بالذي قد فَعَلْتُ ! 
وللآنَ 
لَمْ أَكْتَشِفْ .. ما السّبَبْ ؟!
.
.
     






Share To: